قريباً سنكتشف أن "ماس كهربائى" سرق لوحة فان جوخ..

وائل السمرى يكتب: البلد الذى تاه فى لوحة ثمنها نصف مليار جنيه.. سرقوها فى نهار رمضان.. ثم أعلنوا القبض على السارق.. ثم شال محسن شعلان القضية

الأحد، 22 أغسطس 2010 01:36 ص
وائل السمرى يكتب: البلد الذى تاه فى لوحة ثمنها نصف مليار جنيه.. سرقوها فى نهار رمضان.. ثم أعلنوا القبض على السارق.. ثم شال محسن شعلان القضية لوحة زهرة الخشخاش لفان جوخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فيما يشبه الإفيه، أعلنت وزارة الثقافة صباح أمس سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" للفنان العالمى "فان جوخ" من متحف مختار خليل وحرمه، والخشخاش لمن لا يعرفه نبات مخدر يدخل فى تصنيع الحشيش والأدوية المخدرة، لكن فان جوخ اكتشف فيه جمالاً خاصاً فرسم هذه اللوحة تقديراً لجماله، وفان جوخ لمن لا يعرفه فنان هولندى كبير تعتبر لوحاته من أغلى اللوحات اللى فى العالم، أما متحف محمود خليل وحرمه لمن لا يعرفه فهو يقع على بعد خطوات من مديرية أمن الجيزة، ويبدو والعلم عند الله أن آثار لوحة "الخشخاش" المخدرة انطبعت على أجهزة الدولة فتاهت فى لوحة تعتبر الأغلى والأقيم فى كل ما تملكه مصر من لوحات الفن الحديث.

الغريب والمريب والعجيب أن هذه اللوحة التى يقدر ثمنها الخبراء بأكثر من نصف مليار جنيه أدمنت الاختفاء، بما يشير إلى أنها "لوحة شقية" تحب أن توقع قلبنا وتخضنا عليها، سرقوها فى أواخر السبعينيات، ثم وجدوها فى أوائل الثمانينيات، ثم وضعوها فى متحف محمود خليل، وها نحن الآن نعيش نفس أجواء السرقة الأولى، ولا نعرف مصير هذه اللوحة الغالية التى حيرتنا وأتعبتنا وشغلتنا عليها.

الوزارة أعلنت فى الصباح سرقة اللوحة، وبشفافية كبيرة، أمر فاروق حسنى بسرعة إجراء التحقيقات، وبالفعل أحال أربعة من مسئولى المتحف للنيابة، وخرجت تقارير المعاينة الأولية لتقول "إن أجهزة تأمين المتحف معطلة، والكاميرات خربانة وإنذارات السرقة بعافية شوية"، أما عن الأمن بداخل المتحف وخارجه "فمعلش الناس صايمة والنهار طويل والواحد والله مبيبقاش طايق نفسه ولا شايف قدامه"، وفجأة اكتشف المعاينون "أن الحال مش ولابد، وأن الدنيا خربانة يا عم خربانة".

بيان وار بيان، تدافعت البيانات على الإيميلات والفاكسات، حتى كانت الانفراجة المزيفة، إذ أعلنت الوزارة فى بيان رسمى أن اللوحة رجعت سالمة لينا، وتنفس فاروق حسنى الصعداء بعد يوم طويل من العناء والتحقيقات والمعاينات والتقارير، ولم يكد سيادة الوزير أن يستريح شوية، حتى ثبت أن البيان كاذب، وما يفل البيان إلا البيان، فأصدرت الوزارة بياناً آخر قالت فيه إن المعلومات الواردة بشأن العثور على اللوحة غير دقيقة، وأن مصدرها هو الدكتور محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فيما يشبه تحميل القضية برمتها لمحسن شعلان.

لكن الأمانة تقتضى بأن نقول إن "شعلان" ليس المذنب الوحيد، فكل أجهزة الدولة مشتركة فى هذه الجريمة التى لا يجب أن تمر مرور الكرام، فجهاز الشرطة يتحمل قدراً كبيراً من المسئولية باعتباره المفوض بحماية أملاك الدولة، كما أن الوزارة برمتها مشتركة فى الجريمة، سواء بالتخاذل أم بالإهمال أو بالتواطؤ، كما أن بالمتحف شركة تأمين خاصة لها نصيبها من المسئولية، والمسئول الأول عن هذه الكارثة هى سياسة الدولة التى لا تقدر مسئولياتها تجاه واجباتها، فتتبع سياسة "شيلة القضية" فترمى الثقافة المسئولية على الداخلية، والداخلية ترميها على شركات التأمين، بينما يقف السارق مزهواً بـ"سريقته"، كما وقفت شويكار فى مسرحية "سيدتى الجملية" حينما قامت بدور "صدفة بنت حسب الله بعضشى" وسرقت "الفانلة الداخلية" لفؤاد المهندس، بينما يتعجب المهندس، لأن فوق الفانلة قميص بست زراير وصديرى فوقيه جاكت، وفى النهاية لا تتعجبوا إن أصدرت الوزارة بياناً تقول فيه "إن الحادث فردى والمتهم ماس كهربائى"، أو أى تبرير وهمى من تبريراتهم الخرقاء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة