اهتمت الصحف العالمية والإسرائيلية الصادرة اليوم، الأحد، بالحملة المكثفة الجارية حاليا فى جميع أنحاء مصر تحت شعار "نعم لجمال رئيسا للجمهورية" لدعم جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى الحاكم، ووصفت وكالة الأسوشيتيد برس فى تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية هذه الحملة بأنها "بالونة اختبار" استخدمت كعامل سياسى لاختبار المزاج العام فى الشارع المصرى لترشيحه لرئاسة الجمهورية، بالرغم من نفى الحزب الحاكم فى مصر على أنه ليس مسئولا عن تلك الحملة.
وروج الحزب لهذه الحملة بنشر الملصقات التى يظهر عليها جمال وكتب بأعلاها "جمال حلم الفقراء"، و"نعم لجمال"، ورأت الوكالة أن هذه الحملة تعد الأكثر علانية لتأييد توريث الحكم فى دولة عربية تعد من أبرز حلفاء الولايات المتحدة فى المنطقة.
وقال من جانبه، روى نحيماس، المحلل الإسرائيلى السياسى بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن المصريين لاحظوا فى الفترة الأخيرة ملصقات علقت فى جميع أنحاء العاصمة "القاهرة" والمدن الأخرى عليها كلمات تدعو لترشيح جمال مبارك رئيسا للدولة، مضيفا بأن، حسنى مبارك، البالغ من العمر 82 عاما والذى يمسك بزمام السلطة منذ عام 1981 ومن المتوقع أن يتم السنة الخامسة من ولايته السادسة فى حكم مصر لم يعلن حتى الآن ما إذا كان سيرشح نفسه لمنصب الرئيس مرة أخرى فى عام 2011 أم لا، فى حين أن الكثيرين فى مصر يعتقدون أنه إذا تقرر عدم ترشيح مبارك نفسه فسوف يتم نقل سلطاته إلى نجله جمال البالغ من العمر 46 عاما.
وأضافت الصحيفة، وفقا لمحللها السياسى، أن التلميحات حول ترشيح المتوقع للابن الأصغر لمبارك أثارت معارضة غاضبة من جانب صفوف المعارضة، وذلك بعد أن بدأت الحملة الجديدة برعاية رجل أعمال غير معروف يدعى، مجدى الكردى، الذى أسس جمعية باسم "الحملة الشعبية لدعم جمال مبارك" حتى إنه علق بعض الملصقات لدعمه فى أحياء بالقاهرة باعتباره نجل الرئيس، ثم بدأت منظمات مماثلة للخروج على الناس لحثهم على ترشيحه فى الانتخابات المقبلة.
وأوضحت يديعوت أنه لم يكشف بعد عن من يقف وراء الدعاية الجديدة، ولكنه وفقا للتقديرات من المتوقع أن أنصار جمال الذين يرغبون فى تعزيز موقفه داخل الحزب لإعداده لتولى الرئاسة.
وأشارت يديعوت إلى مقطع الفيديو الذى تم تداوله مؤخرا على شبكة الإنترنت وعلى موقع الفيس بوك "يا جمال يا حبيب الملايين" الذى غناها عبد الحليم حافظ، للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ثم تم تحريفه ليناسب حملة نجل مبارك، وذلك عن طريق مجموعة من الناشطين الذين يجمعون التوقيعات لدعمه.
وتساءل المحلل السياسى بالصحيفة عن خليفة الرئيس مبارك، وخاصة فى ضوء صحة مبارك الأب وتقدمه فى السن وهو، "هل سيصبح ابنه هو المرشح الطبيعى ليرث الحزب والحكم بعد مبارك، خاصة أن والده لم يعين نائبا لنفسه منذ تولى الحكم؟".
ونقلت الأسوشيتيد برس عن صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الحاكم، قوله إن هذه الملصقات والحملة برمتها من أجل جمال لا تتعد كونها "سذاجة سياسية".
ورأى عمرو الشوبكى، وهو محلل سياسى فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الظهور المفاجئ لهذه الملصقات ربما يكشف النقاب عن المعركة التى تحدث داخل الحزب الحاكم. وأضاف أن هذه الملصقات، أغلب الظن، نشرها أعضاء الحزب المؤيدين لجمال فى محاولة منهم لحشد الدعم من الأشخاص المعارضين لجمال فى نفس الحزب "وهى الإشارة على أن هذه المسألة لم تحسم بعد داخل الحزب".
وقالت الوكالة، إن نبرة جمال المتعلقة بنيته الترشح للرئاسة تغيرت كثيرا، خاصة بعدما أكد مجيبا على سؤال من أحد شباب الحزب أثناء منتدى عام فى مستهل الشهر الجارى "أنا لم أرشح نفسى"، فاتحا بذلك الباب لقبول ترشيح نفسه إذا ما دفعه الآخرون للترشح.
وقال مجدى الكردى، منظم حملة تأييد مبارك الابن، للأسوشيتيد برس إن هذه الحملة تدعو الرئيس مبارك لمنح نجله فرصة للترشح فى الانتخابات المقبلة، "فجمال يتمتع بشعبية كبيرة"، مشيرا إلى أن القائمين على الحملة يجوبون المحافظات من أجل حشد الدعم له.
ورأت الوكالة أن شعبية جمال مبارك لطالما كانت محل جدل، خاصة وأن الكثير من المصريين يشكون من تجاهل الحكومة لاحتياجات الفقراء، فأكثر من 40% من السكان يعيشون بأقل من دولارين يوميا، فضلا عن تراجع الخدمات الاجتماعية، وارتفاع أسعار الغذاء، وانقطاع الكهرباء بصورة يومية، وتفشى الفساد بصورة باتت أشبه بالوباء، ونقص فرص العمل.
وكشف استطلاع للرأى أجراه الحزب الوطنى فى شهر مايو المنصرم، ولكنه لم يعلن عنه قط عن أن شعبية جمال تراجعت كثيرا.
صحف عالمية وإسرائيلية: حملة دعم جمال مبارك "بالونة اختبار" للمزاج العام المصرى لترشيحه للرئاسة.. ومسئول بالـ"وطنى" يؤكد للأسوشيتيد برس تراجع شعبيته بشكل كبير فى الفترة الأخيرة
الأحد، 22 أغسطس 2010 07:51 م