فى ضوء الهجوم على مركز تجنيد بالجيش العراقى..

تحليل إستراتيجى لمركز الأهرام يكشف: الأشهر القادمة الأكثر دموية للشعب العراقى.. والمواجهات المسلحة المباشرة أسلوب القاعدة الجديد ببغداد.. وتقليل أمريكا لقواتها يزيد العنف

الأحد، 22 أغسطس 2010 09:09 ص
تحليل إستراتيجى لمركز الأهرام يكشف: الأشهر القادمة الأكثر دموية للشعب العراقى.. والمواجهات المسلحة المباشرة أسلوب القاعدة الجديد ببغداد.. وتقليل أمريكا لقواتها يزيد العنف هجوم إرهابى بالعراق
كتبت شيماء حمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"خفض عدد القوات الأمريكية بالعراق سيزيد من العمليات الإرهابية بها، وعودة تنظيم القاعدة إلى تكثيف عملياته العسكرية بتنفيذ اشتباكات مسلحة مباشرة، وعدم دمج حركات المقاومة فى الجيش العراقى زاد من العنف بها، والأشهر القادمة قد تكون الأكثر دموية، والحل فى الإسراع فى تشكيل حكومة عراقية جديدة"..

هذا ما أكد عليه التحليل الذى قام به مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية من خلال النقاش فى إطار مجموعة عمل العراق.

أكد التحليل أن الهجوم الانتحارى على مركز تجنيد المتطوعين بالجيش العراقى فى السابع عشر من الشهر الجارى ومقتل 60 عراقيا وإصابة 120 آخرين، لا يعد استثنائيا بالنسبة للأحداث التى يشهدها العراق منذ احتلاله فى أبريل 2003، وأنه دال على نمط جديد من عمليات العنف التى باتت تجتاح العراق، لاسيما خلال الأشهر التالية للانتخابات التى أجريت فى مارس الماضى، ولم تثمر حتى هذه اللحظة نتائجها عن تشكيل الحكومة العراقية بسبب الانقسام السياسى الذى يشهده العراق.

وأشار التحليل، الذى أعده محمد عبد القادر الخبير بالمركز، أن هناك مجموعة من العوامل تزيد من خطورة عمليات العنف التى تجتاح العراق، وهذه العوامل مثل توجه الولايات المتحدة الأمريكية إلى تخفيض عدد قوتها فى العراق إلى نحو 50 ألف جندى، والتى من المقرر أن تحول مهمتهم عن الأعمال القتالية إلى المهام المدنية.

كما أشار التحليل إلى أن هذه الهجمات الانتحارية سوف تزداد خطورتها نتيجة استمرار اختراق قوات الأمن والجيش العراقى الذى لا يبدو أنه سوف يكون فى مقدوره تحمل مسئولية الأمن فى العراق، خلال السنوات القليلة القادمة، حسب تصريحات بابكر زيبارى رئيس أركان الجيش العراقى.

وأوضح التحليل أن عدم القدرة على استعادة تعاون قوات الصحوة التى بات قسما كبيرا منها أكثر قربا من تنظيمات القاعدة وحركات المقاومة العراقية هذه الحركات العراقية التى تخلت عنها الحكومة العراقية عندما لم تف بوعدها بدمجها فى الجيش العراقى.

كما أشار التقرير إلى أن عمليات العنف لم تعد تستهدف دور العبادة ومناطق تركز المواطنين بل امتدت لرجال الأمن والشرطة واستهدافهم بوسائل عديدة، وأن الصراع لم يعد بين دولة وتنظيمات إرهابية وحركات مقاومة، بينما بين أطراف تتصارع بين هوية ومستقبل العراق، فقد باتت بعض عمليات العنف تنتهى بأن يقوم تنظيم القاعدة بوضع علم "دولة العراق الإسلامية" فى مواقع عملياته بعد الانتهاء منها.

وأشار التحليل إلى أن هناك تغييرا فى إستراتيجية تنظيم القاعدة فى العراق، باتجاهها إلى تنفيذ اشتباكات مسلحة مباشرة وفرض النفوذ على الأرض، وبعد أن تخلى عن نمط أسلوب أبو أيوب المصرى وأبو عمر البغدادى الذى كانا يتبعاه قبل مقتلهما والذى كان يمثل تنفيذ عمليات انتحارية نوعية ذات تأثير إعلامى ضخم، وذلك نحو استعادة آليات عمل زعيم القاعدة الأسبق أبو مصعب الزرقاوى، الذى اعتمد أسلوب المواجهات المباشرة.

وتنبأ التحليل بأن الأشهر القادمة قد تكون الأكثر دموية فى العراق، وذلك بالنظر إلى تزايد التناحر السياسى وتلويح كافة الكتل والائتلافات السياسية، وعودة تنظيم القاعدة إلى تكثيف عملياته العسكرية، وأرجع التحليل هذا الاستنتاج إلى استشعار بعض الطوائف السنية بالظلم نتيجة سعى بعض القوى المحلية والإقليمية إلى حرمانها من ثمار النتائج الجيدة التى حققتها فى الانتخابات الأخيرة، وهى النتائج التى بشرت بقرب استعادة التوازن السياسى والطائفى للعراق.

وأرجع التحليل زيادة العنف خلال الفترة الأخيرة إلى محاول إجهاض هذا التوازن السياسى والطائفى الذى يمر به العراق فى الوقت الحالى.

وطالب التحليل بأهمية الإسراع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة والعمل على إنهاء الفوضى الأمنية التى تجتاح المدن العراقية، وإن لم يكن ذلك بدافع تحقيق مصالح العراق السياسية والأمنية فليكن بدافع تقليل المخاوف التى باتت تحيط بشأن تأثير تفاعلاته الداخلية على مستقبله الإقليمى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة