اسلام مصباح يكتب: أين ذاكرة وحيد حامد؟

الأحد، 22 أغسطس 2010 10:14 ص
اسلام مصباح يكتب: أين ذاكرة وحيد حامد؟ مسلسل "الجماعة"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأستاذ وحيد حامد.. كاتب سيناريو عالمى، حول كتابة السيناريو إلى عمل أدبى، فتشاهد المسلسل أو الفيلم وكأنك تشاهد عملا تربويا وثقافيا ممتعا، وأفضل ما يمتاز به وحيد حامد هو الانحياز إلى البسطاء ، فقط انظر إلى أعماله: أفلام المنسى، معالى الوزير، الإرهاب والكباب، اللعب مع الكبار، النوم فى العسل، دم الغزال، عمارة يعقوبيان، أو مسلسلاته : البشاير، أحلام الفتى الطائر، العائلة.. انظر وستعرف أن وحيد حامد واحد منا!

يهاجم وحيد حامد فى أعماله فساد السلطة، وفساد جماعة الإخوان، وفساد رجال الأعمال، بل وفساد رجل الشارع العادى الذى لا يهمه سوى مصلحته الشخصية فقط، وخنوعه أمام الظلم والافتراء.

ولكن فى مسلسل "الجماعة" الذى يذاع فى شهر رمضان الحالي، نسى وحيد حامد فجأة الحال فى مصر، فجأة أصبح ضباط الشرطة المصريين ومحققى النيابة ورجال أمن الدولة، هم أرقى مخلوقات ولدت فى مدينة يوتوبيا الفاضلة، يقدمون للمعتقل السياسى الشاى والقهوة والبنبون إذا لزم، ولا يخلوا كلامهم من لو سمحت وحضرتك ويا فندم وآسفين على الإزعاج، ويقاومون استفزاز المعتقلين السياسيين "الإخوان" بمنتهى الذوق واللطف وكأنهم تحولوا فجأة من رجال شرطة، إلى أتباع لغاندى!

هل نسى وحيد حامد فجأة زوار الليل فى حقبة جمال عبد الناصر؟ وماذا حدث للإخوان- وغيرهم من الفئات المعارضة للنظام- من طرد وتهجير خارج مصر، والمعتقلات السياسية التى أقامت مع يشبه المجازر لكل معارض مصرى، ونال الإخوان حظهم من التعذيب والقتل؟.. هل نسى عنف حقبة الثمانينات والتسعينات؟ هل نسى وحيد حامد أن هناك عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين فى السجون المصرية، أغلبهم من الإخوان المسلمين؟ هل انمحى كل هذا فجأة؟

فى الواقع لا يحتاج وحيد حامد إلى من يذكره، فقط عد مثلا إلى فيلمه اللعب مع الكبار، وانظر إلى طريقة معاملة المواطن العادى على يد رجل الشرطة وهو يحاول أخذ الاعترافات منه، بل فلينظر وحيد حامد إلى ذاكرته كمواطن مصرى وليس ككاتب سيناريو وليرى كيف يعامل رجل الشرطة المصرى المواطن العادى، وليسأل نفسه أين ذهبت عبارات "ابن الكلب" والتعالى والكبرياء فى تعامل رجل الشرطة مع المواطن، ولماذا استبدلها بهذا الأسلوب الذى لا يمارسه حتى رجال الشرطة فى أوروبا، بل لا يمارسه رجل الشرطة فى يوتوبيا؟

الحل الوحيد ليتذكر وحيد حامد هو أن يشاهد أعماله مرة أخرى، أو يطوف بأقسام الشرطة وليرى كيف ينال المواطن حقه الدستورى من المهانة والسب والسخرية، بل والضرب والقتل فى أحيان كثيرة، وليراجع عمله مرة أخرى.

إذا كان ما عرضه وحيد حامد هو تعامل الأمن المصرى مع الإخوان، حسنا.. أريد أن يضعنى الأمن المصرى على قائمة الإخوان وأنال حقى من التعامل بطريقة الخمس نجوم!

لا يخفى على أحد أن وحيد حامد يكره جماعة الإخوان وأى جماعة إسلامية أخرى، ولكنى أعتقد أن المواطن المصرى يحتاج إلى اعتذار من وحيد حامد، ووحيد حامد نفسه يحتاج إلى هذا الاعتذار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة