أغلب الآباء يسعون لتوفير منزل يضم الأولاد ليكونوا معهم حتى بعد أن يتزوجوا فيستقل كل ابن من الأبناء بشقة مستقلة فى منزل العائلة، ولو كان الأب من أصحاب التجارة أو من أصحاب الأطيان فإنه يسعى لتوفير عمل معه لأولاده فى أرضه أو تجارته أو مصنعه، ورغم أن ذلك يتفق وهوى النفس البشرية، إلا أن تلك الظاهرة ضد أسلوب التربية الصحيحة فى المجتمع وأسوق.
أذكر مثالا لذلك ما حدث مع الحاج صميدة الذى أصر أن يحتوى أولاده العشرة فى العمل معه فى أرضه وفى ذات يوم عاد الأب إلى المنزل تاركا أولاده العشرة فى الحقول وطلب منهم إحضار البرسيم للمواشى فى حظيرة المنزل وعندما عاد ابنه الأول هراس سأله الأب عن طعام المواشى فأخبره أن فزاع سوف يأتى به وعندما عاد فزاع سأله الأب عن طعام المواشى فقال إن شقيقة عبيده سوف يحضره وعندما عاد عبيدة قرر أن أخوه ناجح سوف يجلبه..
وتتابع حضور الإخوة وكل منهم يظن أن من سيأتى بعده سوف يحمل معه طعام الماشية حتى حضر نجله الأخير من الحقل والكل فى انتظار طعام الماشية، إلا أنه فاجأهم قائلا، معقول يا جماعة؟ أنا ظننت أن هراس أخذ الطعام للماشية فهبوا جميعا إلى الماشية ليجدوها وقد ماتت جوعا نتيجة الإتكالية التى قد تولدها ظاهرة احتضان الأب لأولاده بهذه الصورة.
وقد تنامت فى المجتمع أخيرا ظاهرة ارتفاع نسبة الطلاق بين حديثى الزواج نتيجة عاطفة الأب الذى يسعى لتزويج ابنه بكل السبل دون النظر إلى ظروفه المادية واستقراره فى عمله ثم غالبا ما يصبح هذا الابن وزوجته عالة على الأب فتفسد العلاقة بين الابن وزوجته نتيجة التأثر بدور الأب فى الإنفاق على الأسرة فى جل أمورها، بالإضافة إلى المشكلات التى يمكن أن تنشأ بين الزوجة وسلائفها نتيجة الرغبة فى الاستئثار بأموال عائل الأسرة أو معايرة الزوج بعدم قدرته على الإنفاق المناسب أو إلغاء شخصية الزوج نتيجة هذا الوضع المعكوس.. إننا فى حاجة لتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة