أكدت ظاهرة انقطاع الكهرباء المتكرر فى مختلف محافظات مصر أهمية الأبحاث العلمية التى يقوم بها الباحثون بالمركز القومى للبحوث لاستخدام الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء، ومن المؤكد أن يؤدى تطبيقها لحل الأزمة بدلا من استمرار الاتهامات بين وزارتى الكهرباء والبترول حول المتسبب فى الأزمة، ومحاولة إلقاء المسئولية على المواطن واتهامه بالإسراف فى استهلاك الكهرباء وتشغيل أجهزة التكييف.
فقد تمكن مجموعة من الباحثين من تصنيع خلايا شمسية من مكونات غير عضوية وبلمرات من مواد بتروكيماويات على المستوى التجريبى، وتتسم هذه الخلايا الشمسية بأنها رخيصة الثمن، كما أن المواد العضوية المصنعة منها متوافرة محليا.
وأوضحت الدكتورة نجوى خطاب، الرئيس السابق لقسم الطاقة الشمسية بالمركز القومى للبحوث، أن الباحثين قاموا على مدار الأربع سنوات الماضية بتطوير هذه الخلايا، وتم حاليا تكوين نماذج مصغرة لها، وجارى تحسين أدائها بحيث تطول فترة عمرها وتزداد كفاءتها.
وأضافت أن هناك مشروعًا بالمركز القومى للبحوث تم الموافقة عليه لتطبيق هذه النماذج عمليا على أرض الواقع بإحدى منازل القرى فى محافظة الجيزة والقليوبية، ويتم خلال المشروع اختيار منزلين ويتم إجراء تطبيقات استخدامات الطاقة الشمسية عليهم مثل تنقية المياة من التلوث وإنارة المنزل باستخدام الخلايا الشمسية وتسخين المياه بدلا من استخدام السخانات الكهربائية.
وحول القرية التى سوف يتم تطبيق المشروع بها قالت الدكتورة نجوى إنه لم يتم تحديدها بعد لأنه سوف يتم مخاطبة إحدى هذه المحافظات أولا للسماح بالقيام بالمشروع، مشيرة إلى أن الخلايا التى أنتجها المركز ويقوم حاليا بتطويرها أفضل من الخلايا الشمسية المصنوعة من السيلكون التى يتم إنتاجها واستيرادها من الخارج، موضحة أن السيلكون يتم استخراجه من الرمال ويحتاج إلى تنقيته بنسبة عالية جدا تصل إلى 99.9% وبتكنولوجيا معقدة وباهظة الثمن.
وتابعت وبعد عدة سنوات سوف تصبح الخلايا الشمسية منتجا إستيراتيجيا، مؤكدة على أهمية الخلايا الشمسية فى إنتاج الكهرباء، مشيرة إلى أن هناك عددا محدودا من الدول تملكها مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والسويد واليابان، موضحة أن هذه الدول تنتح كمية محدودة وأنه توجد دول تعد فى قوائم الانتظار للحصول دورها للحصول على هذه الخلايا، موضحة أن الصين دخلت مجال إنتاج الخلايا الشمسية وسوف تحل أزمة السوق، إلا أنه لم يتم التأكد بعد مدى جودة منتجها.
وأضافت الدكتورة نجوى أنه يمكن أن يتم إنارة المنزل وتشغيل الأجهزة الكهربائية بواسطة هذه النماذج المصغرة بوضعها فوق سطح المنزل باستخدام الخلايا الشمسية التى تقوم بتحويل الطاقة الشمسية لكهربائية، موضحة أن المنزل العادى (بدون تكييف) يستهلك من واحد إلى واحد ونصف كيلو، وهو ما يتكلف 50 ألف جنيه هو تكلفة لوائح الخلايا وملحقاتها من بطاريات تحتفظ بالكهرباء أثناء الليل ومحولات ويصل عمر هذا النموذج إلى ما يتراوح بين 15 إلى 20 سنة.
وبالنسبة للمكيفات واستهلاكها لكمية كبيرة من الكهرباء وكيفية ترشيد ذلك فقالت نجوى، أنه يتم فى المركز تطوير أنظمة التكييف التى تعمل بالحرارة، قائلة نحاول اللجوء لأنظمة التبريد والتكييف الحرارية فهى أرخص من الأنظمة الكهربائية، قائلة "لازم الطاقة الشمسية تدخل بقوة ويتم استخدامها بشكل أكبر لأن دورها الآن".
وأوضحت الدكتورة نجوى أنه على المستوى القومى فالحكومة تحاول توليد الكهرباء عن طريق المركزات الشمسية ويتم فيها تحويل الطاقة الحرارية للشمس إلى طاقة كهربائية موضحة أن الحكومة سبق أن أعلنت أن محطة كهرباء الكريمات سوف تنتج 140 ميجا وات، على أن يكون 20% من هذا الإنتاج عن طريق الطاقة الشمسية، موضحة أن العمل بالمركزات الشمسية سوف يتطلب عاما آخر.
واقترحت الدكتورة نجوى أن تعتمد المدن الجديدة عند بنائها منذ البداية على محطة كبيرة لتوليد الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية وألا يكون لهذه المحطة علاقة بشبكة الكهرباء.
"نحن متأخرون جدا فى استخدام الطاقة الشمسية والموضوع عايز خطة سياسية من الدولة"، هذا ما أكدت عليه الدكتورة نجوى، موضحة أن المجلس الأعلى للطاقة أكد على أنه بحلول 2020 سوف يكون 20 % من الطاقة المستخدمة فى مصر بواسطة الشمس.
"دول جنوب البحر المتوسط تحاول إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وتصدرها تحت مياه البحر بكابلات"، هذا ما أشارت إليه ودعت أن تستفيد مصر من تجارب الآخرين وسطوح الشمس.
وقال الدكتور حسين سليمان، رئيس قسم الطاقة الشمسية بالمركز، إنه يمكن استخدام الخلايا الشمسية فى وحدات الإعلانات الكبيرة على الطرق الصحراوية وإنارة الطرق العمومية، وإنارة كشافات الأماكن العامة.
وأضاف الدكتور حسين أنه يمكن استخدام الطاقة الشمسية فى تسخين المياه بواسطة مسخنات المياه التى يتم وضعها أعلى أسطح المنازل لتسخين المياه بدلا من السخانات الكهربائية.
الرئيس السابق لقسم الطاقة الشمسية بالمركز القومى للبحوث: آن الأوان لاعتماد الدولة على الطاقة الشمسية فى توليد الكهرباء والأمر يحتاج لخطة سياسية
السبت، 21 أغسطس 2010 10:02 ص