قال الناقد والروائى سيد الوكيل: "إن أحلام نجيب محفوظ ليست كأحلام سيدنا يوسف عليه السلام حتى نحاول تأويلها أو تفسيرها كما نفعل حينما نقوم بتفسير أحلامنا من خلال الرموز التراثية التى نستعين بها، أو كما فسرنا "سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ".
جاء ذلك خلال الندوة التى عُقدت مساء أمس، الجمعة، بمقهى نجيب محفوظ بمحكى القلعة فى إطار احتفالية الهيئة العامة لقصور الثقافة بمئوية نجيب محفوظ، بعنوان "أحلام فترة النقاهة.. رؤى مغايرة للوجود"، وشارك فيها كل من الكاتب د.رمضان بسطويسى والروائى والناقد سيد الوكيل والناقد هيثم الحاج على، وأدارها الروائى فؤاد مرسى، ويشرف على المقهى الشاعر محمد أبو المجد.
وأوضح الوكيل فى كلمته أن "أحلام فترة النقاهة" غير منقطعة الصلة بمجموعات محفوظ القصصية السابقة، ففيها يركز على كوابيس الواقع وقضاياه الاجتماعية (الجهل) والاقتصادية والفلسفية.
ومن جانبه قال د. هيثم الحاج على، فى ظنى أن لـ"أحلام فترة النقاهة" علاقة بلحظة الاغتيال التى تعرَّض لها نجيب محفوظ، فهذه اللحظة كانت فارقة علي مستوى رؤية محفوظ لمشروعه الفنى والحياتى بالقدر الذى سمح له أن يقف ويحاول أن يحاكم نفسه فى صورة تلك الشذارات التى تحاول أن تستجمع وتنهض، فهذا الرجل الذى أوتى قدرة على صياغة الملاحم الكبرى يحاول أن يصوغ بها رؤية معادلة لقضايا موضوعية مثل تطور الأديان فى العالم، كما فى أولاد حارتنا.
فهذه المعادلات الكبرى التى صاغها ببنية شديدة الترابط على امتداد أعمال كبيرة تحولت إلى رؤى ملخصة لحكمة الحياة، وهذا ما يتجلى فى عملين هامين، هما "أصداء السيرة الذاتية"، و"أحلام فترة النقاهة"، فكثير من نصوص هذين الكتابين تعتمد على تلك اللحظات الوجودية ومحاولة الوقوف حياليها، كما أن استخدام كلمة "حلم" والتى تعنون كل نص هى محاولة من محفوظ لخداعنا بها حتى لا نحاكمه أو نحاسبه على خرقه لحدود السرد التى حافظ عليها طوال حياته.
وتضمنت الندوة قراءات متعددة لنصوص "أحلام فترة النقاهة" قرأها الروائى فؤاد مرسى، فيما قدم د.رمضان بسطويسى تحليلاً فلسفيًا لنصوص "أحلام فترة النقاهة".