تسأل قارئة: والدتى مسنَّة، وتؤدى فريضة الصيام رغم كبر سنها، فما الطعام المناسب لها وكميته المناسبة أثناء الصيام؟
وتجيب على السؤال الدكتورة عفاف عزت عباس، أستاذ الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومى للبحوث، قائلة: تحدث لكبار السن تغيرات طبيعية تؤدى إلى قلة الحركة وضعف قدرة أجهزة الجسم الداخلية على مقاومة الأمراض، وأهم هذه التغيرات تحدث فى الجهاز الهضمى وتؤدى إلى نقص العناصر الغذائية التى تصل إلى خلايا جسم المسن، وبالتالى يحتاج إلى تعويض هذه المواد بصفة مستمرة.
يضيف أن أهم هذه التغيرات ما يحدث فى الفم من نقص لإفراز الغدد اللعابية الذى يؤدى إلى فقدان تدريجى لحاسة التذوق وضمور العضلات وعدم قدرته على المضغ جيدًا، ولهذا نجد المسن لا يتذوق أو يمضغ الطعام، ويكثر من إضافة الملح، ونتيجة لهذا العطب، فإنه لا يشعر بالعطش وتقل السوائل داخل جسمه، ولذلك لابد من الحرص على تناول 6 أكواب أو أكثر من المياه يوميًا، كما يجب تعويضه عن قلة امتصاص الكالسيوم وفيتامينB عن طريق الكالسيوم الخارجى حتى لا يُصاب بمرض ترقق العظام.
وتؤكد الدكتورة عفاف، أنه نظرًا لاحتمالية إصابة كبار السن ببعض الأمراض مثل السكر والضغط وأمراض الشرايين، فلابد أن يكون اعتمادهم الأساسى فى الغذاء على الحبوب والبقول، والإكثار من تناول الخضروات والفاكهة الطازجة وخفض الكمية المتناولة من اللحوم الحمراء والدسمة لخفض احتياجات جسمه نتيجة عدم وجود نمو فى الخلايا، كذلك.
يجب خفض المتناول من الأطعمة الغنية بالكوليسترول مثل الكبدة والمخ والكلاوى وصفار البيض، وتقليل السكر والملح والحلويات، واختيار طرق بسيطة للطهى ومراعاة ليونة الأطعمة لسهولة مضغها وامتصاصها وهضمها.
ونصحت بأن يعتمد المسن على منتجات الألبان منزوعة الدسم واللحوم البيضاء كالأسماك والأرانب والدواجن والألياف المتوافرة فى الفاصوليا الخضراء والجافة والجزر والعدس والفول والموز والبرتقال والخبز الأسمر، مع عدم إغفال السوائل بتناول مزيد من الماء والمشروبات، ويمكن الصيام للمسن صاحب الحالة المستقرة، كما أن الصيام مفيد فى حالات البدانة وضغط الدم المرتفع والسكر فى حالة الالتزام بالنظام الغذائى، أما المرضى الذين يعانون من التهاب العظام فيجب عليهم الإقلال من السكريات والحلويات وانتهاز فرصة الصيام لتقليل الوزن وتحسين حركة المفاصل وخاصة الركبتين وتقليل الآلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة