◄◄ توقعات بأن ينظم «البدوى» إفطاراً لإقناع الإخوان بالمشاركة فى الإنتخابات
لا أحد فى مصر يستطيع أن يتنبأ بشكل التحالفات السياسية أو التكتلات الحزبية التى ستشغل ساحة السياسة المصرية بعد عام من اليوم، ولكن الشىء الأكيد هو أن العمل داخل الائتلافات الموجودة حاليا والقوى السائدة فى الواقع الحالى، يجرى بأقصى سرعة، وتتسابق فيما بينها لتشكيل كيان يستطيع أن يقاوم الموجة السياسية العاتية التى ستشهدها مصر خلال الأشهر القادمة، مع إجراء انتخابات مجلس الشعب فى نوفمبر 2010، والاستعداد المحموم للانتخابات الرئاسية فى أكتوبر2011 اللتين تمثلان الكثير للمستقبل السياسى للوطن وسط كيانات تظهر وتختفى، وكيانات أخرى تحاول أن تجد لها مكانا، وثالثة تبحث عن شرعية، ورابعة موجودة بالفعل ولكنها تقاتل من أجل البقاء.
وتعتبر الإفطارات الرمضانية التى تعدها القوى السياسية هى الخطوة الأولى فى تشكيل ملامح الكيانات القادمة، وعلى رأس تلك الإفطارات تأتى مائدة الإخوان المسلمين، بوصفهم يمثلون التيار المعارض الأكثر تواجدا، التى تعد إفطارها الأربعاء، ودعت إليه كل القوى السياسية، وكما أعلنت قيادات الجماعة فإنها ستشهد مناقشة نتائج الجولة الأولى من الحوار حول التغيير والإصلاح، فيما يخص الانتخابات القادمة، مما يعطى إيحاء قويا بأن الإخوان لن يعلنوا مقاطعتهم للانتخابات القادمة بشكل حاسم إلا بعد أن يتحسسوا جميع الأطراف المشاركة، فهم يعلمون توجهات الحزب الوطنى ولكن هناك آفاقا أخرى غامضة بالنسبة لهم، كما هو الحال بالنسبة للجمعية الوطنية للتغيير، وبالتبعية موقف الدكتور محمد البرادعى الذى تمثل مشاركته بأى شكل اختلال كثير من الموازين، وهو الأمر الذى تخشاه الجماعة وتتحسب له جيدا، هناك أيضا الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد الذى مازال بالنسبة لهم يخفى الكثير فى جعبته، كما أن الرجل يراقب موضع قدمه جيدا، بحيث لا يتورط فى تصريح متسرع، بما يجعله أكثر غموضا بالنسبة للكوادر الإخوانية التى تقود الدفة السياسية داخل الجماعة، بينما يظل تمثيل الحزب الوطنى فى الإفطار لا يعبر عن شىء، خاصة أن الحضور فى كثير من الأحيان يقتصر على الدكتور حمدى السيد والذى لا يعطى وجوده أى إشارات سياسية عما ينتويه الحزب الحاكم.
الإفطار الذى سينظمه الإخوان، هو محاولة قبل أخيرة لاستشراف ما غمض عليهم، وبالتالى بعد هذا الإفطار، يلزم قيادات الجماعة إفطار آخر بينهم للتناقش حول ما توصل إليه كل منهم فى الإفطار الأول، وهذا الإفطار الثانى ينظمه محمد عبدالقدوس فى منزله، قبل أيام من اجتماع مجلس شورى الجماعة يوم الاثنين المقبل، وهو الموعد الذى ضربته قيادات الإخوان لحسم مشاركة الجماعة فى الانتخابات القادمة من عدمها.
فى المرتبة الثانية يأتى سحور حركة كفاية التى تشهد تدنيا غير مسبوق فى مستوى شعبيتها، خاصة بعد ظهور حركات جديدة، بدت أكثر شبابا، ولكن يظل سحور كفاية هو الأكثر أهمية بعد إفطار الإخوان، لأنه يجمع بين شخصيات من مختلف القوى السياسية.
وفى وسط هذا الزخم السياسى، لا يستبعد كثيرون أن ينظم الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد، إفطارا سياسيا هذا العام، ليكون تقليدا ثابتا للحزب، ولكنه أيضا يحمل خصوصية فى هذه الأيام، وسط أمواج من الخلاف والانقسام حول الانصياع لدعوات مقاطعة الانتخابات، وبين الرغبة الملحة للمشاركة فيها، فى هذه الحالة سيكون الإفطار فرصة سانحة يرجو منها البدوى إظهار مدى التماسك الذى يعيشه الحزب بعد رئاسته له وقد يكون الإفطار هو الفرصة الأخيرة لإقناع الجماعة بعدم تبنى جبهة المقاطعة للانتخابات، مما يجعلها تقف فى مواجهة الوفد فى حال إصراره على المشاركة، وهو الأمر الذى يقتنع به البدوى كحل لإجبار الحزب الوطنى على وضع ثقل الكيانات المعارضة فى حساباته.
سيناريوهات «الإفطار الأخير» للأحزاب والقوى السياسية قبل انتخابات الشعب القادمة
الجمعة، 20 أغسطس 2010 01:38 ص
السيد البدوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة