بكل بساطة وبجاحة جمع مجدى عبد الغنى أوراقه من فوق مائدة مجلس إدارة اتحاد الكرة بعد أن أنهى وصلة تقليدية تعود عليها من الصراخ (لكن الحمد لله بدون خلع هدومه) وقال لزملائه فى المجلس إنه ذاهب ليلحق ببرنامجه الجديد "السادسة مساء" فى قناة مودرن التى يديرها د.وليد دعبس بالعصا و"الفلكة".
طبعا قاد مجدى سيارته كما لو كان فى سباق فورميولا مع شوماخر ليبدأ الحلقة بقرار وتفاصيل قضية اللاعب "جدو"، ليرتكب بذلك جريمتين، الأولى فى حق الكرة المصرية التى كانت بصدد مناقشة الفصل الختامى للأزمة، وحتى لو كان هذا الفصل تافها فإنه فى النهاية كان نقطة تحول بعد واقعة تبادل الكراسى الموسيقية بين سمير زاهر وهانى أبو ريدة لمدة أسبوعين، ويخص شيئا له علاقة باللعبة تتطلب من الأخ مجدى أن يكون أهلا للمسئولية التى حملها على كتفه بتفويض من الجمعية العمومية.
لكنه كما هو معروف عنه لا يحب المسئولية العامة ويحب أكثر مسئولية حمل مصالحه على أعناقه، ولا يوجد أثمن ولا أغلى من أن يسبق مجلس إدارة اتحاده بالإعلان عن القرار ربما يحظى بمداخلة من وليد دعبس تهنئه وتبارك له هذا الإخلاص فى العمل الخاص الذى أصبح بفضل عصر الأثرياء وزواج المال بالسلطة أكبر من التراث العتيق والأفكار البالية والعقائد الممجوجة التى اسمها العمل العام أو الصالح العام.
والجريمة الثانية أنه استغل عمله الأصلى العام فى عمل خاص دون إذن ثم ضرب فى مقتل ميثاق العمل الإعلامى وأخلاقيات المهنة التى لا يعرف عنها سوى أنه ينظر إلى كاميرا ويفتح حنفية الكلام ولا يعنيه حقوق منافسيه فى أن يتساوى الجميع فى الاجتهاد للتميز الإعلامى لا أن يتضرروا باختلاط المهن وازدواجية العمل، فعل مجدى عبد الغنى فعلته دون أن يقول له أحد: كيف تفعل ذلك؟ لأنه لا توجد جهة محددة لا خاصة ولا عامة ولا حكومية ولا أهلية لها حق المحاسبة، إلا إذا توسمنا خيرا فى التليفزيون الحكومى المصرى بصفته الرسمية أن يتدخل لدى جهة رسمية مثله وهى اتحاد الكرة تنبهه إلى خطورة استغلال منصب عام فى منفعة شخصية.
فعلها مجدى عبد الغنى مرة واحدة وربما يؤنبه ضميره بعد ذلك وإن كنت أستبعد ذلك تماما، بينما علينا أن نتذكر الإعلامى الفقير إلى الله الآن أحمد شوبير كيف مارس هذه الهواية الظالمة سنوات وسنوات، وكيف حاول أن يقنعنا بمخزن المعلومات وقت أن كان مسئولا باتحاد الكرة أنه إعلامى كبير بدليل أنه ينفرد بما كان يراه ويبحثه على طاولة مجلس الإدارة، وباستغلال منصبه كنائب رئيس الاتحاد فى جذب وإجبار النجوم والمسئولين ليأتوا له مهرولين إلى الاستوديو.
لقد أكل وشرب شوبير من هذا المخزن حتى امتلأ بطنه بما جعلها قادرا لسنوات أن يستهلك مخزونه من انطباع الناس بأنه إعلامى متميز وهو وصف أقل إيلاما من حكاية الإعلامى الكبير لأن وصف الكبير يحتاج إلى ثقافة ولياقة وطلة مريحة ووجه تليفزيونى وتعفف عن الأغراض والإهانات وعزة نفس ترفض المهانة والخنوع من أجل تسلق مدرجات الشهرة.
ومجدى عبد الغنى بدأ يستوحى تجربة شوبير لكن بذكاء أقل أو بغشم غير محسوب، وكان وجه الشبه بينهما شديد الدقة فى أول "تقليد" أعمى وهو إحساسنا بأن مجدى أصبح مثل شوبير زمان يمكن أن تراه فى مكانين فى وقت واحد.
فعلا هذا الشبل المشاكس "مجدى" من ذاك الأسد العجوز "شوبير"..
إبراهيم ربيع يكتب:
هذا الشبل المشاكس"مجدى".. من ذاك الأسد العجوز"شوبير"
الإثنين، 02 أغسطس 2010 04:21 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة