عبد المنعم فوزى

كبر الـ " دًى".. ونفض الـ" جى"

الإثنين، 02 أغسطس 2010 07:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حد شاف فى أى حتة فى العالم شوارع مدينة زى القاهرة اللى بقت سداح مداح أى حد فيها يعمل اللى هو عايزة ويقولك ده قانون الشارع والكل ماشى عليه وإن كان مش عاجبك شوفلك طريق ثانى، إذا حاولت الإصلاح يقولوا لك أنت مالك خليك فى حالك أو تتشتم، وإن حاولت التدخل ينزلك واحد بالكريك وفين يوجعك. حتى وأنت ماشى وخبطت بدون قصد مع حد تلقاه يمسكك من هدومك فتضربه فى بطنه.. وتنتهى بركبة وإلا كوع. مافيش حد عايز يعترف أنه غلطان أو يتأسف للآخر.

السبب أن الكل سواء السائرين فى الشارع أو راكبى الملاكى ينافسون سائقى الميكروباص والتوك توك فى البلطجة وقلة الأدب وعدم الاعتراف بالخطأ .المشكلة أن شوارعنا انتشرت فيها أعمال بلطجة وشتائم بألفاظ وقحة تجرح مشاعر الجميع.

الحكاية وما فيها أننا مهما تكلمنا وكتبنا وعدنا وزيدنا فيما يحدث فى شوارعنا لا نشعر أبدا أن إحنا عملنا حاجة.. ليه بقى؟ لأننا لا نشعر بأى صدى أو تأثير لكلامنا حتى دعواتنا للناس لتصلح من سلوكياتها الخاطئة والمنحرفة بتطير فى الهوا. الدليل أننى كنت سايق فى حالى كسرت عليه سيارة اًخر موديل قال إيه عايزة تخش يمين وهى جاية من أقصى الشمال. رفضت ووقفت لقيت مجموعة من الشباب الروش. واحد منهم قال: وسع يامان. حاولت أشرح لهم الأصول وقواعد المرور والحكاية والرواية . واحد منهم رد: "كبر الدًى.. ونفض الجى".. ما فهمتش. الكبير بتعهم طل من الشباك وقالى: "بص أمامك" لقيت عربية كارو ماشية بتتمخطر سده وحجزة وراها سيارة آخر موديل رحت باصص على الجانب الآخر لقيت سيارات مهكعة موديل الستينات حاجزة طابور خلفها من السيارات من الانطلاق أو حتى الحركة.. قلت لنفسى: "معقولة كل دى سيارات قديمة وطبعا الكارو والحنطور لسه بتمشى فى وسط البلد، بجد إحنا عايشين فى مدينة ولا قرية وإيه العشوائية اللى إحنا فيها دى.. عملت إيه؟ وسعت لعربية الشباب الروش وقلتلهم: أنا آسف أنا الغلطان وعندكم حق. النتيجة إننى صممت على معرفة لغة الروشنة عرفت بقى إن كبر الدى يعنى الدماغ ونفض الجًى يعنى الجمجمة يعنى نفض دماغك من كل الهجص والأونطة اللى بتسمعها.

بحثت على أصل الكلمة لقيت أنها دخلت قاموس الروشنة عن طريق أحد الحلاقين ليه بقى؟ لأن كبر الدماغ تعنى اعملى قصه تكبر رأسى، أما نفض اتعرفت عن طريق أحد المخدماتية، لأنهم بيقولوا نفض السجادة. صحيح مش عيب إن الشباب يدور على لغة خاصة للتميز والانفراد، لكن العيب إن إحنا ما نعرفش بنقول إيه ونقوله إمتى وإزاى؟.

القصة وما فيها إن لغة الروشنة بدأت مع مدمنى المخدرات والمساجين وفاكرين فيلم "الكيف" بتاع محمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى والأغانى الهابطة بتاعت المزاجنجى ده كان تصوير شريحة جديدة بدأت تظهر فى المجتمع وكانوا بيقولوا ده عامل دماغ؟ اللى يخوف إن اللغة دى انتشرت بين طلبة الجامعات والحلاقين والكهربائية وغيرهم بعد ان فقد الشباب أسلوب الحوار والتفاهم بينه وبين المجتمع.. فعمل إيه؟ اتخذ لنفسه لغة جديدة ومثيرة للفت نظر الكبار إليه وإلى مشاكله. طب أى اللى جمع الشامى على المغربى حيقولك القهوة اللى برضة فى الشارع اختلط الحابل بالنابل خريج الجامعة (العاطل) إلى جانب الصنايعى (البطال)، واليأس سيد الموقف الحكاية إن الشارع بقى حمال قسيه وعشان مفيش شغل أو أماكن ترفيهية أو نوادى تلمهم بيفضفضوا مع بعض وزى ما بيقولوا اللى ما لوش شغلة تشغله يفتح الباب ويقفله. الحكاية يا صاحبى إن القاهرة لؤلؤة الشرق بقت لا تطاق ومصدر إرهاق وتلوث وأمراض للجميع.. فإلى أين نحن ذاهبون؟ .الحل أن نحب بعض ومش حتخسر حاجة أن تبدأ بنفسك. الخطوة الأولى أن نتأسف لبعض حتى ولو ما كنتش غلطان مش حتخسر حاجة، لكن حتكسب نفسك وغيرك فما حاك جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك.

* نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة