على موقع اليوم السابع نشرت صورة "منسوبة" لكاميليا زاخر زوجة كاهن دير مواس التى كانت قد اختفت من منزلها قبل أسابيع وأعادتها الشرطة، بعد أن عثرت عليها عند أقاربها.. وقيل وقتها إن كاميليا غادرت منزل الزوجية لخلاف مع زوجها.
لكن الصورة والتقرير المرافق لها على اليوم السابع يقول إن كاميليا أسلمت وحفظت أربعة أجزاء من القرآن، ونشر الموقع صورة لكاميليا بالنقاب، وقالت اليوم السابع إنها تتحرى ما قاله لها هذا المصدر ومن صحة الصورة المنسوبة لكاميليا.. لكن نشر هذا التقرير يثير العديد من الملاحظات:
أولا: بما أن ما حصلت عليه اليوم السابع من معلومات وصورة على لسان مصدر واحد لم يتم التأكد من صحته أو عدمه ولم يأكده أو ينفيه مصادر أخرى فقد كنت أتمنى لو أمسكت اليوم السابع عن نشر هذا التقرير والصورة، لحين التأكد مما حصلت عليه من معلومات.
ثانيا: أعتقد أن التعاطى الإعلامى مع القضايا الخاصة بالعلاقة بين المسلمين والمسيحين يحتاج إلى ميثاق شرف يتم التوافق عليه داخل نقابة الصحفيين، لأن بعض التناول الإعلامى حتى ولو كان حقيقيا يؤدى إلى تأزيم العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، فما بالنا أن بعض وسائل الإعلام والفضائيات تتسبب فعلا فى إثارة الفتنة بالتغطية الإعلامية غير الواعية.
ثالثا: أعلم مقدار الحيرة التى وقع فيها مسئولو التحرير باليوم السابع حول نشر التقرير من عدمه، فهو من الناحية الصحفية خبطة مهمة، خاصة لأن التفاصيل الموجودة به كلها غريبة، وتضيف أبعادا جديدة لقضية كانت مثارة على الساحة، لكن أتمنى من وسائل الإعلام التعاطى مع هذه الموضوعات ليس بمقياس السبق الصحفى والتميز، وإنما بمقياس آخر يقوم على المصلحة العليا للوطن.
وسواء أسلمت كامليا زاخر، أم لا تزال على دينها، فإن التعامل مع قضايا العقيدة الشخصية للمواطنين يجب أن يكون بعيدا عن وسائل الإعلام، ولا يجرى التفتيش داخل قلوب الناس وضمائرهم.. لأنها فى النهاية علاقة بين العبد وربه، قد تكون أمورا مغرية للصحافة والفضائيات.. لكن مضارها أكثر من فوائدها.
ولا أتمنى أن يأتى اليوم على بلدى وتتحول فيه أمور العقيدة إلى ما يشبه محاكم التفتيش فى إسبانيا بعد سقوط الحكم العربى فيها، أو المكارثية التى اجتاحت أمريكا لمواجهة الشيوعية فتحولت إلى أكبر محكمة للتفتيش داخل القلوب فى العصر الحديث.. فلنحاسب الناس على أعمالهم.. لا دينهم!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة