أعضاء الجهاد وصفوه برجل الصعاب.. إذا قال صدق.. وإذا وعد أوفى..

اليوم السابع ينفرد بنشر خطاب نائب رئيس جهاز أمن الدولة لجماعة الجهاد.. اللواء رأفت: أبقينا على شعرة معاوية.. والمراجعات تصب فى مصلحة الأمن

الخميس، 19 أغسطس 2010 12:02 م
اليوم السابع ينفرد بنشر خطاب نائب رئيس جهاز أمن الدولة لجماعة الجهاد.. اللواء رأفت: أبقينا على شعرة معاوية.. والمراجعات تصب فى مصلحة الأمن سيد إمام القيادى بجماعة الجهاد
كتب محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يتمكن أى شخص من تحقيق النجاح مرة، أما استمرار النجاح فإنه أمر ليس باليسير، خاصة إذا كانت الظروف أصعب وأكثر تعقيداً.. لكن اللواء أحمد رأفت نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة ومهندس مبادرات وقف العنف الذى رحل منذ أيام فعلها مرتين.. الأولى مع الجماعة الإسلامية، والثانية مع تنظيم الجهاد، والحديث هنا بالتأكيد عن ملف المراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية المتشددة التى حملت السلاح ضد الدولة، وقد تمكن اللواء أحمد رأفت المعروف حركياً بالحاج مصطفى رفعت من إدارة عملية عودتهم إلى حظيرة الدولة مرة أخرى.

الأسبوع الماضى انفرد العدد الأسبوعى من "اليوم السابع" بنشر الخطاب الذى ألقاه الحاج مصطفى على أعضاء الجماعة الإسلامية لتفعيل مبادرة وقف العنف، التى كانت الجماعة قد أعلنت عنها فى يوليو 1997، واليوم ننفرد بنشر الخطاب الذى ألقاه على معتقلى تنظيم الجهاد للإعلان عن وثيقة ترشيد الجهاد فى مصر والعالم التى أعدها الدكتور فضل مؤسس التنظيم وأحد المرجعيات الفقهية والحركية لعدد من التنظيمات الإسلامية المتشددة وعلى رأسها تنظيم القاعدة.

الثابت أن الطريق لمراجعات الجهاد كان أكثر صعوبة من مراجعات الجماعة الإسلامية، نظراً للاختلافات فى طبيعة التكوين التنظيمى بين الجماعتين، فالجماعة الإسلامية تنظيم مركزى له قيادة ممثلة فى مجلس شورى الجماعة أى أنه تنظيم له رأس وعقل، وإذا اقتنع العقل سيستجيب باقى أعضاء الجسد، لكن أزمة جماعة الجهاد أنها عبارة عن خلايا متناثرة لها أكثر من رأس وأكثر من عقل، وبالتالى لم يكن الأمر سهلاً حتى تم تسليم الشيخ سيد إمام أو الدكتور فضل إلى مصر من اليمن عقب أحداث 11 سبتمبر، وهنا أدرك العقل المدبر فى جهاز أمن الدولة الحاج مصطفى رفعت أنه وجد الرأس.

أحداث اللقاء الذى تم فيه الإعلان عن وثيقة ترشيد الجهاد داخل السجون بين أعضاء التنظيم جرت يوم الاثنين 16 مارس 2007 أى قبل الإعلان عنها فى وسائل الإعلام بـ7 أشهر كاملة، حيث تم الإعلان عنها إعلاميًا فى 17 نوفمبر 2007 بالتزامن مع مرور 10 سنوات على حادث الأقصر.

أما عن تفاصيل اللقاء، فقد جرى فى سجن الفيوم العمومى، حيث توسط اللواء أحمد رأفت المنصة وجلس إلى يمينه الدكتور فضل، وعلى يساره جلس عبد العزيز موسى الجمل القيادى البارز فى التنظيم، وفى الصف الأول جلس ضباط فروع أمن الدولة القادمين من كل محافظات مصر، وإلى جوارهم جلس عدد من قيادات الجماعة مثل الشيخ أحمد يوسف ونبيل نعيم وآخرين.

بدأ اللقاء بتلاوة آيات من سورة الشمس، ثم ألقى الشيخ أحمد يوسف حمد الله قائد تنظيم جهاد بنى سويف خطبة رحب فيها بالحضور، وقال: "إننا اليوم نقطع عهداً بالوفاء للوطن والبر له وهذا الوطن لا يستحق منا إلا البر والأمن".

وأضاف الشيخ يوسف: "هذا يوم مشهود نُشهد فيه الله تعالى على بداية جديدة تضمد فيها الجراح ويرد فيها الغائب إلى أهله".. لافتاً إلى أن مرحلة العنف والمواجهة المسلحة انتهت بلا رجعة.

ورحب الشيخ يوسف بالحاج مصطفى رفعت، ووصفه بأنه رجل الصعاب، وأنه إذا قال صدق، وإذا وعد أوفى.. وأضاف: "نتمنى أن يفتح الله على يديه".

بعدها التقط اللواء أحمد رأفت خيط الحديث وبدأ خطابه، قائلاً: حضرت إليكم حتى أجيب عن جميع استفساراتكم، وجئت لكم نيابة عن جهاز أمن الدولة"، ثم تساءل "لماذا التأخير؟" أى تأخر الإعلان عن مبادرة الجهاد.

وأجاب قائلاً: كانت هناك جماعة - أى الجماعة الإسلامية - أكثر عدداً وأخذت وقتاً طويلاً منا، وبدأنا تفعيل المبادرة الخاصة بهم فى ظروف سياسية وخارجية بالغة الصعوبة، ومع ذلك خضنا معهم هذه التجربة فى وقت كان العالم كله يحارب التيارات الإسلامية".

وأضاف اللواء أحمد رأفت، "أن سياستنا هى الإبقاء على شعرة معاوية، وأنا استطعت أن أقترب من مشايخكم خلال فترة المبادرة للجماعة الإسلامية، وبدأنا فى الحديث معهم والتعرف عليهم عن قرب، لكن عمليات تفجيرات الأزهر وطابا وشرم الشيخ ودهب.. كل هذه كانت سبباً فى تأخير هذه المبادرة، نظراً لأن الإعلان عنها أثناء هذه التفجيرات كانت ستضعنا فى وضع متناقض".

وأكد رأفت، أن مصر سبقت العالم فى مجال مراجعات الجماعات الإسلامية، وقال: بالنسبة لمصر نحن سباقون فى كل شىء، فهذه المبادرات نوعية فريدة فى العالم وينظر لها العالم كله، ويريد أن يفعل مثلها، فمصر لها الريادة فى هذا المضمار".

وتابع قائلاً: إذا أخذت المسألة - أى المراجعات - من وجهة نظر أصولية أو شرعية كما تنظرون لها.. إذا كانت تصب فى مصلحة الأمن سنمد لها يد العون، أما إذا كانت لا تصب فى مصلحة الأمن سنتركها".

وأضاف: "نحن كجهاز أمنى نعتقد أن هذا الشباب جزء من نسيج المجتمع، ونحن نحاول إعادة تماسك نسيج المجتمع من هذا الشباب بعلاقة جديدة".

ثم تساءل رأفت: لماذا نقول نحن وأنتم؟".. وأجاب عن سؤاله قائلاً: لأننا حاولنا أن يقوم كل جهاز بدوره، فوجدنا أن هناك خللاً يحدث عندما يقوم كل جهاز بدوره، فعندها تبنى جهاز أمن الدولة ما كانت تقوم به الأجهزة الأخرى – يعنى ألغى بقية الأجهزة - فوجدنا نتيجة طيبة لأنه لا يحك جلدك إلا ظفرك".

وأضاف: بعد 11 سبتمبر قمنا بالجولة الأولى من مبادرة الجماعة الإسلامية فى الوقت الذى كان العالم كله يحارب التيارات الإسلامية.. ونحن لا نطلب منكم سوى الوفاء بالعهد.

وتحدث رأفت عن الفارق بين الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، وقال: الفرق بين جماعة الجهاد والجماعة الإسلامية هو أن الجماعة الإسلامية كيان متماسك كما تعرفون "تنظيم هرمى".. أما الجهاد فجماعات متعددة، ونحن كجهاز أمن كان من الصعب علينا التعامل معهم، وهى كما نسميها "خلايا عنقودية" لا رابط تنظيمى بينها، وهذا هو سبب حضور ضباط فروع أمن الدولة من كل المحافظات، لأن ذلك سيسهل العلاقة المستقبلية بينكم، لذلك كان من الداعى مناقشة كل شيخ مسئول عن كل أفراده، فوجدنا أن الرابط بينهم هو الفكر.

واستطرد: نحن على علم أن الجهاد كان سابقًا على مراجعات الجماعة الإسلامية، ثم علمنا أن أول أمير لمجموعات الجهاد له وجهة نظر مخالفة لما كان عليه الجهاد فى ذلك الوقت، وهو الشيخ "عبد العزيز الجمل".

وتابع اللواء أحمد رأفت: أن المعطيات التى أمامكم أفضل من المعطيات التى كانت للجماعة الإسلامية، لأنه كان هناك تشكيك فى مبادرة الجماعة الإسلامية.

ثم تحدث عن وثيقة ترشيد الجهاد ومؤلفها الدكتور فضل، قائلاً: فى هذه الفترة جاء شخص يعتبر هو المسئول الشرعى لجماعة الجهاد، اجتمع عليه الناس، وهو الدكتور "سيد إمام" أو كما تعرفون "الدكتور فضل"، وهو أيضاً "عبد القادر بن عبد العزيز"، وقد قام بتأليف مذكرة سماها "وثيقة ترشيد العمل الجهادى فى مصر"، قال فيها الوجهة الشرعية من وجهة نظره وهذا هو الذى تحدث عنه الشيخ نبيل نعيم منذ عشر سنوات، وقد اجتمعت جماعة الجهاد قيادات وأعضاء على أن هذا الرجل هو الوحيد الذى يصلح إسناد هذه المهمة له.

ووصف رأفت الشيخ فضل، قائلاً: إنه غزير العلم، وقليل الكلام، وهذه صفة المسلم الحق، وهو صاحب أشهر كتابين يغذيان القاعدة بكل الأفكار".

وتابع قائلاً: الشيخ فضل قال إن كتاب العمدة قد ألفته فى ظرف من الظروف ولرجال معينين، وهو أثناء الحرب فى أفغانستان.. واستطرد: وهذا من الشجاعة الأدبية.

وأضاف: أن الناس ينظرون إليكم على أنكم جماعة عنف فقط، وأنا أقوم بتحسين صورتكم ولا نريد أن نعيد المرحلة الماضية، ولابد من شىء ملموس لصاحب القرار، وستتم إذاعة جزءاً من هذه الندوات مباشرة على الهواء، وسيتم توزيع "وثيقة ترشيد العمل الجهادى" عليكم داخل الزنازين، ونريد إضافة أى تعليقات فى الهامش، وسيتم عرضها على الدكتور فضل ليقوم بالرد عليها، وإذا لاقت الوثيقة قبولكم، نريد منكم التوقيع على الالتزام بها وهذا سيكون تدشين للعلاقة بينكم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة