مقولة شهيرة كان يرددها الفنان توفيق الدقن فى أحد أفلامه، وفيما يبدو أنها ليست إلا كلام أفلام فقط، حيث إن الشرف فى زماننا هذا لم يعد له وجود إلا فيما ندر، فمَن يتصف بالأمانة والشرف أصبح غريباً ومكروها ومضطهداً فى هذا البلد!..
اتصلت بى منذ عدة أيام إحدى صديقاتى، والتى تعمل مدرسة لغة إنجليزية بإحدى المدارس.. وقد بدأ على صوتها الألم والأسف والحسرة، وذلك بسبب ما قامت به إدارة المدرسة من تغيير فى بعض نتائج الطالبات الراسبات وتحويلهن إلى ناجحات بحجة أنهم "صعبانين عليهم"، فضلاً عن أن أم إحدى هؤلاء الطالبات الراسبات مش سهلة!.. ولم توضح صديقتى ماذا يقصدون بكلمة مش سهلة!..
ولكن لنا أن نتخيل!..
فما كان منى إلا أن أطالبها بتقديم شكوى إلى الوزارة لعلها تلقى صدى، خاصة وأن وزير التربية والتعليم د. أحمد زكى بدر كما يبدو لنا ما بيعجبوش الحال المايل..
فى الحقيقة لم تعبأ صديقتى بما قلت وظلت تنعى حال التعليم فى مصر، نظراً لغياب كل القيم والفضائل والمُثُل، والتى أدت فى النهاية إلى تساوى جميع الرؤوس الصالحة والطالحة دون أدنى أى فرق، مما سيكون له أثر كبير مستقبلاً على عدم تكافؤ الفرص وظلم الأكفاء منهم!..
السؤال: ما الذى دفع هذه الإدارة غير الشريفة والخائنة للأمانة والمخربة لهذا الجيل بأكمله إلى التصرف بهذا الأسلوب الفاجر؟!.. قطعاً لأن المحاسبة والمراقبة تكاد تكون معدومة، خاصة فى هذه المدارس المتطرفة والبعيدة نوعاً ما عن العاصمة والتى قام الوزير عقب توليه الوزارة بزيارات مفاجئة لها، والتى أسعدت غالبية المصريين وأعطتهم بارقة أمل باعتبارها إحدى وسائل الرقابة للنهوض بمستوى أداء إدارات المدارس..
نأمل يا معالى الوزير أن تلقى جميع مدارس الجمهورية مع بداية العام الدراسى الجديد نفس الاهتمام والرعاية من سيادتك والتعامل بقدر من المساواة مع جميع التلاميذ والإدارات التعليمية، لأنك ستُسأل عنهم يوم الدين. وسيُسأل معك بالطبع كل مَن تولى هذا المنصب قبلك والذين تسببوا فى تدهور التعليم فى مصر إلى الحد الذى يصعب وصفه!.
