هل الإكثار من الدهون له تأثير سلبى على الأوعية الدموية؟

أرسل فتحى عبد التواب يسأل، هل الإكثار من الدهون له تأثير سلبى على الأوعية الدموية؟

يجيب الدكتور جمال شعبان استشارى أمراض القلب قائلا، إن الإكثار من الدهون فى المحتوى الغذائى اليومى خاصة الأنواع التى تحتوى على أحماض دهنية ضارة لها تأثير سلبى على الأوعية الدموية، كذلك فإن الإكثار من البروتينات من شأنه يؤثر أيضا سلبيا على الأوعية الدموية فى الكلى فى المرضى الذين يعانون من خلل فى هذه الأوعية.

وإذا كان الإسراف فى تناول المواد الغذائية التى تحتوى على كمية كبيرة من السكريات والنشويات والدهون والبروتينات يسبب ضررا كبيرا للأوعية الدموية فإنه على الجانب الآخر فإن الاهتمام بتناول الخضروات الطازجة التى تحتوى على الفيتامينات المضادة للأكسدة يقلل من نسبة الإصابة بالسكر، كما يقلل أيضا من إنتاج المواد التى تؤدى إلى حدوث جلطات الأوعية الدموية.

ولقد أثبتت الدراسات التى نشرت مؤخرا أن الإقلال من تناول بعض الفيتامينات الموجودة فى الخضروات الطازجة والموجودة و12 B و 6 B يؤدى إلى زيادة مستوى مادة هوموسستين (Homocysteine) فى الدم وهذه المادة ثبت حديثا أنها تؤثر بشكل سلبى وضار على الشرايين بطرق عديدة، وتوصى معظم الجمعيات العلمية الطبية فى الوقت الحالى عبر مؤتمراتها ودورياتها العلمية بضرورة قياس مستوى هذه المادة فى الدم فى مرضى القلب والأوعية الدموية والعمل على ضبط مستواها.

حيث برز دورها مؤخرا فى إحداث تصلب الشرايين وقد يأتى الوقت القريب ليصبح الاهتمام بها مساويا للاهتمام بنسبة الدهون فى الدم، وذلك لأنها ذات تأثير سام على بطانة الأوعية الدموية وتقلل من إنتاجها لمادة أكسيد النيتريك (No) وهى مادة مهمة وموسعة للأوعية. كما أن هذه المادة الضارة تزيد من التصاق كرات الدم البيضاء ببطانة الأوعية الدموية وهى خطوة مهمة فى إحداث تصلب الشرايين.

وعلى ذلك فإذا أكثر الصائم من تناول الخضروات الطازجة والفيتامينات وبخاصة حمض الفوليك وB612 فإنه سيعطى فرصة لإبطال عمل هذه المادة الضارة والإقلال من مستواها فى الدم سواء خلال صيام شهر رمضان أو فى الشهور الأخرى.

وللصيام آثار عظيمة على القلب والأوعية الدموية ولكن يستثنى من الصيام الحالات الحادة مثل جلطات القلب الحادة وجلطات الأوردة الحادة التى تستدعى دخول العناية المركزة واستخدام علاجات قصيرة المفعول تحتاج لجرعات متعددة ومتقاربة من الدواء على مدار اليوم..

وكذلك يستثنى من الصيام مرضى السكر من النوع الأول الذين يتعاطون جرعات متعددة من الأنسولين يومياً.