كان ممسكا بيد والده أثناء عودته من الحقل الصغير وفى اليد الأخرى ممسكا بقلم رصاص وفى جيبه ورقة بها بعض الرسومات الطفولية الجميلة وأثناء السير سأل والده.. ما هذا الحائط العالى يا والدى.
الوالد : هذا يا بنى لكى نتجمع كلنا يداً واحدة بداخله.
الطفل : ولماذا أجد أبناء عمى يتعاركون دائما أين اليد الواحدة؟
الوالد : لقد ضحك عليهم الشيطان.
الطفل : وأين ذلك الشيطان؟
الوالد : خلف الحائط.
الطفل : كيف يضحك عليهم وهو بعيد؟
الوالد : إنه شيطان.
الطفل : معنى ذلك أن الحائط داخله ملائكة وخلفه شياطين.
الوالد : نعم تقريبا.
الطفل : وما شكله؟
الوالد : مثلنا تماماً.
الطفل : وما الفرق؟
الوالد : إنه يفكر.
الطفل : ونحن لا؟
الوالد : نعم.
الطفل : لماذا يفكر ونحن لا؟
الوالد : لأنه يريد أن يحيا ولو على حساب الآخرين.
الطفل : ونحن؟
الوالد : كذلك ولكن بدون تفكير.
الطفل : أين أرض أجدادنا؟
الوالد : خلف الحائط.
الطفل : أين مقدساتنا؟
الوالد : خلفه.
الطفل : وماذا بداخله؟
الوالد : نحن فقط.
الطفل : لماذا؟
الوالد : ضحك علينا الشيطان.
الطفل : إنه ليس بشيطان ولكنه يريد أن يحيا.
الوالد : على حسابنا مائنا وزرعنا وقوتنا.
الطفل : هل ذلك يعنى أن زرعنا ورزقنا خلف الحائط أيضاً?
الوالد: نعم.
الطفل : ولماذا لون الحائط أحمر؟
الوالد : من جهتنا فقط.
الطفل : لماذا؟
الوالد : عندما تكبر سوف تعرف.
الطفل : أريد أن أرى ما خلفه.
الوالد : لماذا ؟
الطفل : لأرسمه فقط.
الوالد : مستحيل.
الطفل : سأحاول.
الوالد : وفقك الله يابنى .
دخل الأب المنزل بينما توجه الابن إلى الجدار ونبشه بيده فثقب ثقباً نظر من خلاله، فوجد حقولا غناء وأطفالا يرتدون ملابس نظيفة فقال فى نفسه أين الشياطين إنهم مثل الملائكة تماما فأمسك القلم والورقة ورسم نبتة زيتون صغيرة مشابهة للتى يراها من خلف الحائط، لكن سرعان ما تلاشى الضوء من عين الطفل التى ينظر بها من خلال الثقب وسمع صوت أجزاء معدنية بداخل الفتحة المظلمة ثم سمع صوت انطلاق طلقة سكنت فى رأسه فسقطت الورقة من يده أرضا وسقطت عليها نقطة دماء لتروى النبتة المرسومة بينما اندفعت نقطة دم أخرى لتلتصق بالحائط لتزيده احمرارا.
مهندس مؤمن عبدالسميع يكتب: الشيطان يسكن فى الجوار
الأربعاء، 18 أغسطس 2010 12:06 م