فى الوقت الذى اعتبر فيه عدد كبير من المشاهدين مشهد ليلة الدخلة بين الملكة نازلى والملك فؤاد كان صادماً بعدما عامل فؤاد نازلى ورغم كونها زوجته "حلاله بلاله"، كما يقال بوحشية وكأنه يغتصبها.
الكاتبة راوية راشد مؤلفة العمل أوضحت لليوم السابع أن المشهد ليس اغتصاباً بمعناه الحرفى ولكن المقصد منه كان انعكاس لعصر بأكمله تقهر فيه المرأة ويتعامل معها الرجل كجسد فقط إضافة للبعد الدرامى للمشهد الذى يلخص عنف الرجل عندما ترفضه المرأة حتى وهو سلطان.
تتابع: إضافة للبعد الدرامى فى المشهد الذى يكشف ثقافة عصر بأكمله تجاه المرأة، فإن نازلى من الأساس كانت رافضة للزواج من فؤاد وطبيعى أن يحدث هذا العنف فى المعاملة والمشهد يجسد أيضاً قسوة ومرارة الحياة التى واجهتها نازلى منذ أول لحظة.
وتستشهد راوية بأدب نجيب محفوظ وبثلاثيته، قائلة: نموذج الست أمينة المرأة هو النموذج المثالى للمرأة المقهورة فى ذلك الوقت فعندما توجهت لزيارة سيدنا الحسين اعتبرها زوجها السيد أحمد عبد الجواد أنها فجرت ولو نظرنا لأدب محمد حسين هيكل فى روايته الشهيرة "زينب" يتأكد لنا أن وضع المرأة فى هذه الحقبة الزمنية كانت كلها ظلم وعنف وقسوة ومرارة بالنسبة للمرأة.
نفت راوية أن يكون المشهد يقصد به إظهار وحشية الملك فؤاد، لكنه كان عصر الرجل العنيف الذى يتعامل مع زوجته بقسوة وعنف بغض النظر عن فؤاد وكل المراجع التاريخية لهذا العصر تذكر وقائع مشابهة لما حدث، فالعصر بأكمله كان مشبعاً بأفكار رجعية تجاه المرأة وهذا ما دفع قاسم أمين بعدها لمحاولاته فى تحرير المرأة.
أكدت راوية أن الأحداث التاريخية عندما يتناولها المؤلف لا يأخذها، كما هى ولكنه أحياناً ينسج بجوارها خطوط درامية متوازية ونحن لسنا بصدد إدانة الملك فؤاد والدليل أن المشهد الذى يليه يؤكد على فكرة أن هذا هو تصرف الملك وسلوكه وأن نازلى تمردت عليه ولذلك اتهموها بالفساد وأنها متمردة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة