تشهد القضايا الاجتماعية التى تطرحها الدراما التلفزيونية العربية هذا العام، والتى أصبحت تقليدية ومعتادة كل عام، وجود مسلسل سورى يطرح للمرة الأولى قضية ذوى الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال مسلسل "وراء الشمس" الذى يعرض حاليا على قناة "دبى" ويقوم ببطولته النجم السورى بسام كوسا والذى يجسد دور "بدر" المريض بالتوحد، وقدم كوسا دوره ببراعة وحرفية شديدين تخيل للمشاهد أن هذا الرجل من الصعب أن يكون رجلا طبيعيا ولكنه مصاب بالفعل بمرض التوحد بجانب الأبطال صبا مبارك وباسل خياط، كما أن المسلسل يتضمن أبطالا من ذوى الاحتياجات الخاصة حقيقين وهو الطفل علاء الدين الزيبق ليقدم لنا مخرج المسلسل سمير حسين صورة واقعية عن حياة هؤلاء الإناس الذين يعيشون بيننا، لكننا لا نعرفهم، وهم مهمشون ومغيبون عن ساحة المجتمع واهتماماته.
ويسلط المسلسل الضوء على أيضا على جهل مجتمعنا بالتعامل مع هؤلاء ذوى الاحتياجات الخاصة، كما أن بعضا منا يتعاملون معهم على أنهم "مجانين"، وهذا ما ينفيه المسلسل حيث يؤكد أنهم مبتكرون ويقومون بأعمال يعجز عنها الإنسان العادى، وهذا ما فعله بطل المسلسل بسام كوسا أو "بدر" الذى يعمل فى محل لتصليح الساعات كما أن هذا الرجل صاحب المحل يستغل عبقرية بسام كوسا فى أعمال ينسبها له فى النهاية.
وضمن هذا النسيج الدرامى الذى يطرح لنا شخصيتين هما "بدر" و"علاء" نجد أسرة أخرى مكونة من زوجين صبا مبارك وباسل خياط متزوجين حديثا وتكتشف أنها حامل وعند الكشف عن نوع الجنين يتبين أن الطفل الذى تحمل فيه طفل "معاق" من ذوى الاحتياجات الخاصة، وعندما يعلم الأب يحاول أن يتخلص منه ولكن الأم ترفض وتصر على إنجاب الطفل، باعتباره إرادة الله ومن خلال الزوجين يطرح المخرج وجهتى النظر التى يفكر بهما مجتمعنا، فمنا من يستطيع أن يتعايش مع طفل "معاق" وهناك من يرفض ذلك تماما وكأن هذا الطفل مصيبة وكارثة.
