لا أعلم من أين جاءت لى فكرة ذلك المقال.. لكننى حتما أرحب بها.. ربما لأننى أمتلك العديد من الأفكار التى أود تغييرها فى ذلك المجتمع الذى أعيش فيه.. تلك الأفكار التى أتمنى لو تحل محل الأفكار التقليدية السائدة الخاطئة (من وجهة نظرى).. ولكننى سألت نفسى كيف يمكن لتلك الأفكار أن تصل إلى هؤلاء الناس؟؟.. وإذا وصلت.. كم يكون عمرها الافتراضى لبقائها حية دون أن تندثر؟؟.. يوم..!! ..ساعة!!.. دقائق!!.. لكننى توصلت الى حل ربما يرضينى شخصيا.. وهو أن الوسيلة التى يتم الإقناع بها.. هى من تحدد الإجابة على تلك الأسئلة.
فالإقناع بالعقل.. وسيلة لبقاء الأفكار أطول فترة ممكنة على قيد الحياة.. وللدلالة على ذلك.. دعونا ننظر إلى الموضوع من الطرف الآخر.. حيث إنه لا يمكنك إقناع شخص ما.. بفكرتك.. بمبدئك.. بسياستك.. عن طريق الضرب.. فهذه "الفاشلة".. تأثيرها الزمنى موقوت بزوال المؤثر.. وقد تنفجر وتتلاشى ولا يبقى من تأثيرها شىء.. بعد زوال ذلك المؤثر.
وللأسف الشديد.. إن هذا ما يتبعه كثير من الآباء مع أبنائهم.. وعديد الأساتذة مع طلابهم.. فيتعرض ذلك الجيل من الأبناء والطلاب إلى حالة من "الكبت الفكرى".. أو بعبارة أخرى حالة من "الظلم الفكرى".. وهو أسوأ أنواع الظلم الذى قد يمر بالمرء به منا.. فبمجرد وفاة المربى.. سواء أبا كان أو أستاذا.. أو زواله بشكل أو بآخر.. يتحول الابن أو الطالب إلى حالة من "الفكر الهجين".. لا تعلم من أين جاء.. فيغزو المجتمع.. والكتب.. وتنتقل عدواه إلى الأفكار الأخرى فيسخرها لخدمة ذلك "الفكر الهجين".
اسمه هجين.. لأنه حالة بين الرفض والقبول.. رفض سياسة المعلم.. مع قبول شىء منها. ولنا العبرة والعظة فى ديننا الإسلامى الحنيف.. الذى رفض سياسة الضغط والمساومة والضرب والإجبار.. فقال تعالى "لا إكراه فى الدين".. وجميع الفتوحات الإسلامية.. لم يجبر قادتها الناس على اعتناق الإسلام.. ولم يبتزوهم فى ذلك الأمر.. وإنما كما قال تعالى "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".. فالإقناع بالعقل هو الحل الأمثل لضمان بقاء الفكرة.. دون فنائها.. وليس بقاء الفكرة هو الهدف الأسمى من الإقناع بالعقل فحسب.. إنما الإقناع العقلى يؤدى بعد ذلك إلى نوع من "الإمتاع".. يتلذذ به "المقتنع".. لأنه رأى توافقا بين السؤال والجواب.. بين الأبيض والأسود.. الذى يكون دائما فى عقل الإنسان.. فالإنسان بطبيعته.. يسأل كثيرا وتشغله عدد من الأفكار التى غالبا ما تنتهى بحدوث صراع فكرى بينه وبين نفسه.. ويظل حائرا.. باحثا عن ذلك الشىء الذى يوفق بينهم جميعا.. حتى إذا ما وجده.. استمتع به كثيرا.
مصطفى حواش يكتب: فى التربية السليمة.. الإقناع قبل الضرب دائما!
الثلاثاء، 17 أغسطس 2010 01:09 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة