قال الداعية الإسلامى د.عمرو خالد إن اختلاف الآراء فى بعض القضايا العامة والخاصة موجود منذ فجر الإسلام، خاصة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان المرجع الأول للفتوى، وساد هذا الاختلاف فى الرؤية الفقهية فى عهد الأئمة حتى إن بعضهم عدّل فتاواه من بلد إلى آخر بناء على طبيعة الشعوب، بحيث يوافق شعب على آراء قد لا يمكن أن يوافق عليها شعوباً أخرى بالضرورة، وذلك بالطبع فى فروع العقيدة إنما الأصول ثابتة ولا يجوز المساس بها.
وشدد د.عمرو خالد، خلال حواره مع الإعلامى جمال عنايت فى برنامج "على الهوا" مساء أمس الاثنين، على ضرورة تجديد الخطاب الدينى ليكون مناسباً لاحتياجات العصر ومتطلبات الوطن، مضيفا أنه لابد من التفكير بوعى وتطور للخروج من الصراع الحاد مع النص.
وتحدث الداعية عن ثقافة المجتمع التى جعلته منعزلا عن التطور ونتج عنها جمود الخطاب الدينى، مرجعا ذلك إلى جمود منظومة التعليم وتدهورها، حيث إن التعليم من أهم أسباب الديكتاتورية والرأى الأوحد وعدم التقدم نحو حوارات متعددة الآراء البناءة، لأن المعلم فى المدرسة يقوم بصب المواد فى ذهن الطالب ولا يقبل رأيه، وبالتالى يتخرج الطالب لا يقبل رأى الآخر، وهذا أحد أسباب جمود الخطاب الدينى لأن الدعاة والمشايخ خريجو مدارس وجامعات وتشبعوا من ثقافة معلميهم.
ودعا عمرو خالد الشباب إلى التعايش مع الآخر قائلاً "يجب أن نتقبل آراء وأفكار الآخر التى لا تناقض شريعتنا وعقيدتنا وأصولنا، وذلك لإفشاء السلام الذى دعا إليه ديننا الحنيف، ولكن ليس معنى هذا الكلام أننى أدعوك إلى التنازل، فأنا أقول لكم يجب أن تكونوا "عبد العزيز"، فى إشارة منه إلى الله العزيز لنستمد من عبادته العزة فى كل شىء.
وحول مشروعاته وحملاته، تحدث خالد عن حملة مكافحة المخدرات التى قادها هو ومجموعة من الشباب الواعى تحت اسم "حماية"، قائلا إنها كانت حلما بدأ بدفعة معنوية ثم تحول إلى واقع بعزيمة الشباب ورغبتهم فى العمل على مكافحة هذه الظاهرة.
وقال عمرو خالد إنه يضع تصورات الشباب لحلم معين يريدون تحقيقه ويقوم بتشجيعه ويتبناه مع الشباب للعمل على تحقيقه، فالحلم له أوقاته ومميزاته، أما التغيير الجذرى لا يجدى أبداً فى أى مجتمع أو أمة فلننظر إلى السيرة النبوية العطرة كيف نزل القرآن على الرسول ومهد الطريق للتغيير.
وعن النقل والعقل أكد خالد أنه لا تعارض مع النقل والعقل الصحيح لكن لابد عند إدماجهم التعرف على مقاصد الشريعة حتى لا نقع فى خطأ يؤدى إلى الهلاك.
وتحدث خالد عن الشبهات والتهم التى توجه إلى المسلمين قائلاً "البعض يعتبر الإيمان دافعاً للتطرف لكن هذا لا أساس له من الصحة بل إن الإيمان دافع إلى التطور والتقدم وخدمة النفس البشرية".
وأوضح عمرو خالد أن أهم المشاكل التى تواجنا هى أن البعض يقول من ليس معى ضدى وهذا شىء خاطئ لأنه كيف تدعو إلى الحق بالسباب والشتائم والعداوة فهذا مخالف لقول رسول الله "إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق بالسباب والشتائم فاعلم أن نيته معلولة، لأن الحق لا يحتاج إلى أن تشتم".
عمرو خالد: الإيمان لم يكن يوماً دافعاً للتطرف بل للتقدم
الثلاثاء، 17 أغسطس 2010 01:20 م