أثار القرار الروسى بحظر تصدير القمح من منتصف أغسطس الحالى وحتى نهاية سبتمبر المقبل الرعب فى قلوب كل المصريين الغلابة، فكيف إذاًَ سيجد الملايين رغيف الخبز، فمن المؤكد أنه سوف يكون هناك قتال أمام الأفران والمخابز من أجل الحصول على رغيف الخبز وأن البطل الذى سيتجه لشراء الخبز لابد أن يذهب للمخبز مرتدياً الخوزة والملابس الواقية ويستعد للمعركة.
وعلى الرغم من أن مصر تحتل المرتبة الخامسة تقريباً بين دول العالم فى مستوى إنتاجية الوحدة المنزرعة من القمح ولا يسبقنا فى هذا إلا الدول التى يطول فيها موسم زراعة القمح مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وإنجلترا، حيث يصل موسم الزراعة فيها إلى عشرة أشهر، إلا أن الفلاح المصرى قد لاقى الأمرين فى زراعة القمح منذ عام 2005، الأمر الذى أثنى العديد من الفلاحين عن زراعة القمح، فضلاً عن عدم تغطية المحصول لتكاليف الزراعة بسبب الارتفاع المبالغ فيه فى أسعار الكيماوى والمبيدات والسولار، بالإضافة إلى أجرة العمالة من الأفراد الذين يقومون بالزراعة والحصاد فى حين أن الفدان ينتج قرابة الثمانية عشر أردبا لا تتسلمه الشون التابعة لبنك التنمية والإتمان الزراعى، إلا بسعر 275 جنيهاً فقط للإردب مما يسبب الخسارة للفلاح وأن تحقق المكسب يكون زهيدا جداً لا يجنى همه.
والجدير بالذكر أن مصر تستهلك قرابة الـ14 مليون طن من القمح تستورد منهم حوالى 11 مليون طن ولا تنتج أكثر من 40% من استهلاكنا للقمح وأن أزمة القمح الروسى هذه سوف تكلف مصر حوالى 5 إلى 7 مليارات جنيه لا نعرف كيف سيتم تدبيرها أتمنى ألا يدفع الشعب المسكين من دمه هذا الفرق فى الأسعار هذا وقد تم زيادة سعر الدقيق والمكرونة والمخبوزات والحلوى لمجرد صدور القرار علما بأنه لدينا ما يكفى لإستهلاك خمسه شهور مقبله.
والمضحك فى الأمر أن تطالعنا الصحف منذ فترة ليست بالبعيدة عن مؤتمر صحفى للوزير يعلن فيه عن تصدير تقاوى القمح إلى الأراضى الأفغانيه ليتم التوسع فى زراعة نحو ألف فدان من القمح بدعم أمريكى.
وربما تطالعنا الصحف بعد ذلك بإعادة استيراده منها.. والسؤال هنا لماذا هذه الحرب ضد الفلاح المصرى وضد القمح المصرى إما عن طريق استيراد تقاوى فاسده لا تصلح للزراعة أو توريد القمح المصرى للشون التابعة للبنوك بأسعار زهيدة مسببة الخسارة للفلاح فيمتنع بعد ذلك عن زراعته أو بالزيادة المبالغ فيها فى أسعار الكيماوى والمبيدات والسولار.. لمصلحة من يتم القضاء على زراعة القمح فى مصر؟ لمصلحة من يجبر الفلاح على عدم زراعة القمح؟ لمصلحة من يتم استيراد القمح الفاسد والمسرطن للشعب كى يأكله؟ لمصلحة من يصل سعر رغيف الخبز الصالح للاستخدام الآدمى إلى 25 إلى 50 قرشا؟ لمصلحة من يبيع التجار القمح المصرى ذو الجودة العالية كعلف للبهائم ونأكل نحن الدقيق الفاسد والمسرطن؟ هل هذه خطة جديدة لخفض عدد السكان بطريقة مبتكرة؟ لا أملك إلا أن أقول لك الله يا مصر.
عبير حجازى تكتب: القمح الروسى يا بلاش.. القمح المصرى ماينفعناش
الثلاثاء، 17 أغسطس 2010 10:23 م