تباينت الآراء داخل حزب "الوفد" حول استقالة كمال زاخر منسق جبهة "العلمانيين الأقباط" من الحزب، ففى حين اتفقت قيادات بالحزب مع بعض النقاط التى وردت فى خطاب الاستقالة شنت قيادات أخرى هجوماً على زاخر واتهمته بافتعال مشكلة لا أساس لها.
من ناحيته قال منير فخرى عبد النور السكرتير العام لحزب الوفد، إنه كان يفضل ألا يتقدم كمال زاخر الذى وصفه بالوفدى الأصيل باستقالته من الحزب، وأن يبقى للمشاركة فى تصحيح الأخطاء، ووضع الحزب على الطريق الصحيح للتمسك بالثوابت الوفدية، وعلى رأسها الوحدة الوطنية.
وعلق منير فى تصريحات خاصة لليوم السابع على الملاحظات التى ذكرها زاخر فى استقالته.
وقال: "فيما يخص زيارة الدكتور السيد البدوى للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، فإن الوفد يدعو إلى الحوار مع الجماعة الوطنية بالكامل، ومهما اختلفنا مع أى طرف، فإننا يجب أن نتحاور مع الجميع، ونحن نؤكد أثناء حوارنا مع الإخوان على الفارق الكبير بين مبادئ وثوابت الوفد ومبادئ وثوابت الإخوان".
واختلف عبد النور مع اعتراض زاخر على تصريحات الدكتور السيد البدوى التى أكد فيها أن الوفد لن يكون حزباً علمانيا، مشيرا إلى أن البدوى كان يقصد فى تصريحاته العلمانية بمعنى الإلحاد.
وأضاف:"أعتقدأان كمال يعرف أن كلمة علمانية تحمل معنيين.. الأول هو الإيمان بالعلم ورفض الغيبيات، أى الإلحاد، والمعنى الآخر هو المقابل لما هو دينى، وأنا على يقين أن الدكتور السيد البدوى عندما قال إن الوفد ليس حزبا علمانيا كان يقصد أنه ليس حزبا ملحدا".
واتفق عبد النور مع زاخر على اعتراضه على تصريحات الدكتورة سعاد صالح حول عدم أحقية الأقباط فى تولى رئاسة الدولة، ووصفها بالمرفوضة شكلا وموضوعا، وعبر عن استيائه هو وعدد من أقباط الوفد من هذه التصريحات التى وصفها بأنها تتناقض مع أهم ثوابت الوفد.
وأضاف: "عندما أرادت سعاد صالح أن تتراجع عن تصريحاتها قالت إنها دخلت الوفد لتباشر نشاطاً دعويا".. وتابع: "أعتقد أن الدكتورة سعاد لابد أن تعلم أن الوفد حزب سياسى، ويمارس نشاطاً سياسياً، أما النشاط الدعوى فهناك جمعيات خيرية تدعو إلى مكارم الأخلاق والأخلاق الحميدة يمكنها أن تباشر نشاطها الدعوى من خلالها، لكن حزب الوفد بالقطع ليس مجالا لذلك".
وكشف منير أنه تلقى استقالة كمال زاخر عن طريق الإيميل وقال: "ساجرى اتصالا به لأبلغه أن نقطة اعتراضه وصلت ومفهومة، وأن الاستقالة ليست الأسلوب الأمثل لوضع الأمور فى نصابها الصحيح".
وفى السياق ذاته، اتهم محمد مصطفى شردى المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد كمال زاخر بافتعال مشكلة لا أساس لها داخل الحزب، مؤكداً أن الاستقالة لن تؤثر على صورة الوفد ومبادئه، بل ستؤثر على كمال زاخر نفسه.
وأبدى شردى اندهاشه من توقيت الاستقالة التى جات عقب أزمة تصريحات الدكتورة سعاد صالح بشهرين ونحو شهر من زيارة الدكتور السيد البدوى للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وتساءل: لماذا لم يفعلها منذ شهرين؟".
وأوضح شردى أن زيارة السيد البدوى للمرشد جات رداً على زيارة كان المرشد قد أجراها إلى الوفد لتهنئة البدوى بفوزه فى الانتخابات، كما لفت إلى أن تصريحات الدكتورة سعاد صالح تم توضيحها بشكل كامل.
وقال: "هذه الاستقالة لن تؤثر على صورة الوفد، لأن مبادئنا واضحة للجميع، لكن أعتقد أن هذه الاستقالة ستؤثر على زاخر نفسه، لأنه يحاول بهذه الطريقة إثارة مشكلة ليس لها أساس"، مؤكدا أن زاخر لم يكن يشارك فى أى نشاط داخل حزب الوفد منذ فترة طويلة.
كان كمال زاخر منسق جبهة "العلمانيين الأقباط" أرسل اليوم الاثنين، إلى الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد ومنير فخرى عبد النور السكرتير العام للحزب استقالته من الوفد.
ردود فعل متباينة حول استقالة كمال زاخر من "الوفد".. عبد النور يطالبه بالبقاء ويدعو سعاد صالح لاستئناف نشاطها الدعوى فى جمعية خيرية.. وشردى يتهمه بافتعال مشكلة لا أساس لها
الثلاثاء، 17 أغسطس 2010 11:01 ص