رغم تطرق مسلسل الجماعة لحياة الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، إلا أنه لم يكن من المتوقع أن تحمل الحلقات الأولى من المسلسل صداماً مبكراً مع الإخوان، حيث حملت أحداثاً وشخصيات حقيقية من الواقع من داخل جماعة الإخوان مثل حادث العرض العسكرى داخل جامعة الأزهر ومظاهرات جامعة عين شمس.
كما أن المسلسل قدم شخصيات حقيقية معاصرة وموجودة بالفعل على المسرح السياسى للجماعة ومنها من تركت منصبها، حيث إن أحداث المسلسل تبدأ عام 2006، ويتضح جلياً أن الفنان القدير سامى مغاورى يجسد شخصية مهدى عاكف المرشد السابق للإخوان المسلمين، وذلك يتضح من خلال لحيته البيضاء المهندمة ونظراته الحادة، كما أن المسلسل لم يحدد اسمه، بل دائماً ينادى بمولانا أو الكبير، كما تناول المسلسل شخصية د.عصام العريان المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان المحظورة وجسدها الممثل المخضرم كمال سليمان، كما تناول أيضا شخصية د.محمد حبيب وجسدها حسن العدل تحت اسم الدكتور عطية التلبانى ووضح الشخصية من طريقة كلامها وكونها متحدثة دائمة فى الفضائيات، حيث ظهر بالمسلسل ضيفاً للإعلامى وائل الإبراشى والمدهش أن مسلسل الجماعة أيضا تطرق الى شخصية خيرت الشاطر الرجل الثانى فى الجماعة وأحد أهم مموليها وجسدها عبد العزيز مخيون تحت اسم بهجت السواح "على وزن الشاطر"، ومع اختلاف فى نوع النشاط بدلاً من شركة لنظم المعلومات قدمه كصاحب سوبر ماركت ولكن هناك ثمة تشابه كبير بين الشخصيتين أبرزه، أنه قبض عليه بتهمة تمويل الجماعة وهو ما حدث فعلاً مع الشاطر فى القضية الشهيرة رقم 963 لسنة 2006 التى قبض عليه فيها مع 40 من قيادات الإخوان، وهو ما قدمته أحداث المسلسل بالفعل.
ولم يتوقف صدام الجماعة إلى حد تناول شخصيات على قيد الحياة، بل أكثر من هذا أن المسلسل حمل عبارات ومواقف وأحداث للجماعة أكدت على أنها ليست من إطار جماعة دينية محظورة فقط إلى ما يشبه تنظيم أو دولة داخل الدولة لها سياستها وتجارتها، فمثلا شخصية بهجت السواح صاحب السوبر ماركت الذى يطلب من أحد العاملين لديه أن يخرج الجبنة الدنماركية من المخزن ويعرضها بسعر أقل من نظيرتها، لأن موضوع الرسوم المسيئة للرسول قد انتهى ، وهو سلوك تجارى رخيص، ناهيك عن بعض العبارات عندما جاء ماهر السواح يقول لمرشد الإخوان المباحث قبضت على الأولاد "يقصد طلبة الجامعة" وممكن يعذبوهم فيرد المرشد "مجراش حاجة إيه يعنى كلنا عانينا مع أمن الدولة يا ريت كان حد منهم مات علشان الموضوع يسخن" ويقول فى السياق ذاته إحنا أصحاب قوة وبأس ولابد من إظهار قوتنا ويا ريت الشيوخ بتوعنا ينشطوا فى الجوامع اللى تبعنا".
وفى إطار أحداث ميلشيات جامعة الأزهر يقول المرشد على المثقفين "دول شوية علمانيين كلامهم بيوصل لخمسة أو ستة" ويقول أيضاً "مصر بلد الكلام أى موضوع بيبقى زى الحريقة وينتهى لشوية تراب" ويقول جملة فى منتهى الخطورة "الناس لازم تحس بوجود جناح عسكرى للجماعة علشان لازم الناس تخاف من عودة استخدام الجماعة للعنف".
وهناك جملة تقال على لسان رئيس مباحث أمن الدولة "الإخوان دلوقتى بقى ليهم كوادر جوة الحزب الوطنى"، كل هذه الدلالات تعجل بالصدام المتوقع بين جماعة الإخوان المسلمين وأسرة مسلسل الجماعة خصوصا أن أحداث العمل تقدم ضباط مباحث أمن الدولة فى وداعة الحملان فضابط أمن الدولة رقيق ومهذب ويقابل عنف الجماعة بعقل وإنسانية وهو ما يجده الإخوان مبالغ فيه ويأخذوه دلالة على أن المسلسل كتب ليكون ضدهم بشكل مغرض.
وأظهر وحيد حامد الجماعة غاية فى التنظيم والاحترافية فى العمل السياسى عندما دخل وكيل النيابة إلى أحد المكتبات يسأل عن كتب حول الإخوان ويقول له موظف المكتبة "كل الكتب اللى ضد الإخوان خلصت لأن الإخوان بيشتروها هما بيعرفوا يلعبوا اللعبة كويس، ثم يقول الاخوان للأسف أصبحوا واقع لن تنتهى، وهذه الصورة بالتأكيد هى عكس ما كان يبغيه وحيد حامد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة