للمرة الأولى يسترعى انتباهى تلك الأعداد الكثيرة من الأطباق البيضاء المتناثرة فوق أسطح المنازل، يرسل البشر أعمالهم - التى أنتجت خصيصا لرمضان شهر الصوم ليس عن الطعام فحسب ولكن عن كل المشهيات - إلى السماء يدنسون بها طهرها، ثم تعود إليهم مرة أخرى تستقبلها تلك الأطباق الموجهة بزوايا ودرجات محددة شاخصة نحو السماء.
لو أن البشر هم أيضا وجهوا أفئدتهم وعقولهم نحو السماء كتلك الأطباق، يستقبلون منها المدد الإلهى ويستقبلون منها قبس من نور الله ليكون خيطا رفيعا بين العباد على الأرض وبين خالقهم فى السماء حتى نتشرف بوجهه الكريم فى الآخرة.
لو أن البشر يوجهون أرواحهم وألبابهم يستقبلون بها جزءً من صفات وأسماء الخالق حتى تنعكس على أفعالهم ومعاملاتهم، يستقبلون بها الرحمة والمغفرة والعدل والحكمة والصبر والحق والرشد والعلم والكرم والعزة، والقوة فى وجه الظلم والسلام فى وجه الخير.. هى دعوة لأن نحسن الاستقبال من السماء، هى دعوة لتجاهل ما يعرض على شاشة التليفزيون من برامج ومسلسلات واغتنام الفرصة السنوية للتكفير عن سيئاتنا وزيادة حسناتنا، قد لا يعلم أهل الفن خطورة ما يقدمونه خصوصا فى ذلك الشهر الكريم ولكننا نعلم ومن يعلم فالحجة وقعت عليه، ومن يعلم وجب عليه النصيحة.
سبحانك ولا تقال إلا لك، اللهم اغفر لنا جميعا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة