فى تقرير جديد لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية قال الشيخ ستيف مصطفى الترك إمام المسجد الأكبر بمدينة دربن الواقعة بولاية "ميتشجان" الأمريكية أنّ الجميع ما زالوا يعيشون فى أجواء ما بعد 11سبتمبر، وكأن الهجوم على برج التجارة العالمى كان أمس، مضيفاً أنّه وكأن فجر الحادى عشر من سبتمبر يرفض الرحيل، وحتى يومنا هذا الأمريكيون ينظرون إلينا و فى أعينهم اتهام واضح لنا بالمسئولية عما حدث.
الشيخ ستيف مصطفى الترك يتذكر ما حدث لابنته منذ عدة أسابيع، حينما أوقفتها سيدة بالشارع و طلبت منها أن تخلع حجابها، أو أن تعود إلى بلدها فى حين أنّه وُلِدَت فى الولايات المتحدة ولم تزر وطنها تركيا قط، وهذا ليس كل شىء فبينما كانت الفتاة تصلى فى غرفتها قذفها أحدهم ببيض فاسدو ألقى عليها حجارة، وهشم زجاج نافذتها الزجاجية ويؤكد الشيخ مصطفى:"لقد اضطررت للاتصال بالبوليس أكثر من مرة".
الشيخ داود وليد رئيس مجلس العلاقات الإسلامية-الأمريكية يرى أن أعمال التمييز ضد المسلمين فى تصاعد مستمر منذ أحداث سبتمبر و يطالعنا برقم مفزع حيث أن نسبة العنف تزداد بنسبة75%سنويا على الأقل بولاية ميتشجان وحدها ويشير داود وليد: "تخريب سيارات المسلمين واستهداف بيوتهم و السخرية من المرأة المحجبة والتمييز ضدنا عند التقدم لوظيفة..هذا أقل ما نعانيه" وبالرغم من ذلك يمكن القول إن الأسوأ تم اجتنابه حتى مع مقتل رجلين طعنا بالسكين فى أحد الشوارع الجانبية لمجرد ارتدائهما جلباب وعمة على الطريقة الإسلامية فعلى الأقل لم تحرق المساجد كما حدث فى ولايات أخرى.
الكاتب الأمريكى"أندرو شريوك" المختص بالكتابة عن الشئون الإسلامية يؤكد: "منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر على كل مسلم أن يقدم دليلا يوميا على أنه مواطن أمريكى صالح..بعضهم يلجأ لارتداء ملابس تحمل العلم الأمريكى أو أنه يصبغ وجهه بنفس ألوانه!!".
الجالية الإسلامية تعانى الأمرين مع الأجهزة الأمنية، فبينما المخابرات الأمريكيةCIA تطلب منهم صراحة من يعمل معها فى عملياتها الخارجية,تضعهم المباحث الفيدراليةFBI تحت المراقبة المستمرة ويوضح الشيخ وليد داود ذلك بقوله: "المباحث الفيدرالية تتجسس علينا و تزرع أجهزة التصنت فى أماكن حساسة جدا بمساجدنا ويعد ذلك شيئا طبيعيا مع الزعماء الدينيين و السياسيين مثل مارتن لوثر كينج وبالنسبة لنا لا يوجد مشكلة.."أما الكاتبة الأمريكية سالى هوويل التى شاركت فى وضع كتاب"مواطنة و أزمات..عرب ديترويت بعد 11سبتمبر" فتوضح أن عددا كبيرا من الأئمة المسلمين اتخذوا الأمر على سبيل التحدى وقاموا بوضع الكاميرات بأنفسهم فى مساجدهم ويسجلون خطبة الجمعة حتى يجدوا دليلا دامغا يدافعون به عن أنفسهم عند اللزوم.
المركز الإسلامى الأمريكى يؤيد هذا النهج من الشفافية وفى أكبر مساجده بأمريكا الشمالية كلها، أنشأ إدارة للعلاقات العامة، ويتولى رئاستها "عيد على علوان"، متطوعا منذ أربع سنوات يتحدث علوان موضحا بإبتسامة منهكة:"يسئلوننى يوميا هل الإسلام منظمة إرهابية؟ لماذا يقتل المسلمون الآخرين؟ ما الذى تعنيه كلمة جهاد؟" ويستخدم عيد علوان كل قواه الدبلوماسية للإجابة على هذه الأسئلة وينظم المسجد الأكبر بالولايات المتحدة مؤتمرات ويوزع كتب وسيديهات ونشرات دورية و له موقع إلكترونى خاص كل ذلك للتعريف بالإسلام.
عيد على علوان يتساءل: "هل نحن مراقبون؟" ويجيب:"نعم"،"هل يضايقنى ذلك ؟ :لا فليس لدينا ما نخفيه" و يذهب علوان لما هو أبعد من ذلك قائلا: "لو عرفت أن أخى سيرتكب فعلا من شأنه الإضرار بأمن البلاد سأكون أو من يبلغ عنه"، و يؤكد علوانى المصرى الأصل "أجداى استوطنوا الولايات المتحدة منذ عام 1910لدينا هنا الكثير من الحقوق دينية و اجتماعية و غيرها ..حقوق نفتقدها فى بلادنا الأصلية...".
لوفيجارو: "التمييز" فى تزايد منذ أحداث 11 سبتمبر
الإثنين، 16 أغسطس 2010 11:54 ص
صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة