لم اندهش حين وقعت عيناى على خبر بصحيفة الأحرار منشور بتاريخ 5- أغسطس 2010 نقلا عن الدكتور حمدى عبد العظيم الخبير الاقتصادى فقد صرح فى برنامج صباح الخير يا مصر بأن المصريين انفقوا على موائد الرحمن فى شهر رمضان الماضى 516 مليون جنيه!!، نعم لم اندهش خاصة أن التدين عندنا صار شكلا وليس مضمونا بل وصارت أعمال الخير والبر مع بعض الشخصيات فشخرة كذابة وإسراف مثل إسراف الشياطين . قرأت الكثير عن موائد الرحمن التى يقوم بها الكثير من رجال الفن والراقصات ورجال الأعمال والرياضيين والتى تحتوى على كل ما تشتهيه الأنفس من جميع صنوف الأطعمة كما أننى أعلم أن هذه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن للأسف استغلها الكثير للرياء وللفشخرة والتبذير!!
أستطيع الزعم أن الكثيرين ممن يقومون بمثل هذه الموائد يفعلونها ليس ابتغاء لله ومرضاته بقدر ما يقومون بها رئاء الناس خاصة إذا كنا نقرأ فى الصحف على صفحات الحوادث عن الفنانين والراقصات ورجال أعمال يتهربون من دفع الضرائب الخاصة بأعمالهم ومشاريعهم. سأللت نفسى بعد قراءة الخبر وقلت ما هكذا يكون البر والتقوى ولا يجب علينا وصف المبذرين الذين وصفهم القرآن الكريم بأنهم إخوان للشياطين أن نصفهم برجال الخير والبر أن فلسفة الصوم هى رفع الجانب المعنوى والروحى للإنسان والعمل على السمو الأخلاقى والشعور بمن هم أقل منا بل ومساعدة المحتاجين والتى لا يمكن أن تأتى بالأكل والشرب فقط لعلنا نحفظ عن ظهر قلب المثل الصينى القائل لا تعطنى سمكة ولكن علمنى كيف اصطاد. وهذا ما نريده من أصحاب الموائد الفخمة . لو أنفقوا جزءا بسيطا لموائد الرحمن وقاموا بالباقى بعمل مشاريع لتوظيف الشباب وبناء المساكن بل وتزويج الشباب غير القادر وبناء المستشفيات والمدارس . وهذا ليس صعبا فأصحاب الموائد يصرفون 516 مليون جنيه فما بالك لو ادخروا هذا المبلغ لمدة عامين سنجد أن الناتج صار مليار جنيه وهذا مبلغ ليس بالقليل . وبذلك تقل العنوسة ونقضى تدريجيا على البطالة ولا نترك شبابنا عرضة للاتجار فى الممنوعات . لذلك أرجو من مؤسسة الإفتاء أن تقف ضد هذا التبذير فى الموائد وتحث الجميع على الأعمال التى تدر خيرا وتساعد الشباب . وهذا أكبر عمل يحبذه الإسلام وأعظم فعلا يؤجر عليه صاحبه .. ورمضان كريم
عثمان محمود مكاوى يكتب: موائد الرحمن .. مثال على البذخ
الإثنين، 16 أغسطس 2010 11:33 ص