قالت صحيفة الجارديان إن طبيب غزة الشهير الذى فقد ثلاثة من بناته أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة فى ديسمبر 2008 قد ألف كتاب يتحدث فيه عن الأمل رغم استشهاد بناته الثلاث. وتذكر الصحيفة فى البداية بمأساة هذا الأب الفلسطينى. وتقول إنه فى أحد الأيام الباردة وإن كان مشمساً فى شهر ديسمبر خرج الأب مع أبنائه الثمانية فى نزهة شاطية فى محاولة للتخفيف من أحزانهم على وفاة والدتهم باللوكيميا قبل شهرين.
ولكن لم يعرف حينها أنه خلال خمسة أسابيع سيعانى من مأساة أخرى حيث استشهدت ثلاث من بناته وهن بيسان ومايا وأية أعمارهن 13، و15، و21 عاماً فى الحرب التى شنتها إسرائيل على القطاع. وبعد ذلك بفترة وجيرة ماتت فتاة أخرى من أبنائه متأثرة بجروحها.
الأب المكلوم الذى يعمل طبيباً ويدعى عز الدين أبو عليش أصدر كتاب خلال الأشهر الاخيرة يحمل عنوان "لن أكره" يعبر فيه عن انطباعات غير عادية من تجربته الشخصية. ألفه وهو جالس فى منزله بمدينة جباليا شمال قطاع غزة فى زيارة لها استغرقت شهراً قادماًً من كندا التى يعيش ويعمل بها حالياً.
وقد تمت ترجمة الكتاب إلى 13 لغة، أهمها العبرية والعربية والتركية. وستذهب عائدات هذا الكتاب لصالح الجمعية الخيرية التى أسسها أبوعليش والتى تحمل اسم "بنات من أجل الحياة"
أما عن أسباب اختياره لهذا الاسم فيقول إنه ضد العنف ، فالعتف والنهج العسكرى ثبت إخفاقهما على مدى عقود وهذا لن يتغير أبدا، ولا أحد يقدر ذلك ونستمر فقط فى المضى قدماً. ويقول أبو عليش أيضا أن ما شعر به بعد مقتل بناته ليس كرهاً بل هو غضب، فالغضب حاد لكنه عابر، أما الكراهية فهى سم، نار تحرق الإنسان من الداخل. ونحن فى حاجة إلى غضب ولكن بطرق إيجابية.
وتشير الجارديان إلى أبو عليش طبيب نساء وتوليد عمل فى المستشفيات الإسرائيلية حيث كان مرضاه تفاجئن من قيام طبيب فلسطينى بتوليدهم.