ليس من شك أن مسئولية إهمال الخطاب الدينى الإسلامى تقع وبشدة على كل من الأزهر "جامع وجامعة" وعلى وزارة الأوقاف "وزير وديوان"!!
فهما – ودون غيرهما - المسئولان أمامنا وأمام الله على ما آل إليه حالنا الإيمانى والإسلامى من تخلف وضعف وهوان وانكسار ومذلة وجهل ورجعية وتخلف عن ركب الحضارات الحالية !! وذلك نتيجة لتركهما شأن المخطوب فيهم وشأن الخطيب وشأن الخطاب الدينى وكأنهم بلا صاحب !!
فأما الأزهر، فقد أهمل تربية الخُطباء على النهج الإسلامى القويم، كما أهمل تعليمهم وتثقيفهم أولاً بأول مُكتفياً بتعليمهم كيفية ارتداء الجلباب والطاقية والكوكولا، وإطلاق اللحية وقص الشارب ! ناهيكم عن إهماله الرد على الفتاوى الفضائية المُنطلقة بلا ضابط ولا رابط من دُعاة الفضائيات الجُدد، وهم الذين لا يخفى علينا أن كثيراً منهم من أصحاب الهوى والمآرب الأخرى منها التجارية ومنها السياسية !!
وأما وزارة الأوقاف، فلم تسع مُطلقاً للتحسين المناسب والمُطرد لرواتب ولمعيشة وترقيات ( الخطيب ) على الأقل بشكل متساوى مع أقرانهم من خريجى الكليات المدنية !!
وعلى ذلك يحق لنا القول بأن كلاً من الأزهر والوزارة أهملا المخطوب فيهم وقت أن نسوا أو تناسوا أن الخطاب الدينى مازال يتمتع بالتأثير الأقوى بين الناس بصفة عامة، فهو أقوى وأشمل فى التأثير من الخطاب التربوى، ومن الخطاب الإعلامى، وأقوى وأعم وأكثر تأثيراً من الخطاب التعليمى، ومن الخطاب السياسى..
( فالشيخ ) كان، ومازال .. وسيبقى دائماً فى أذهان المسلمين – خاصة فى الأوساط ذات الثقافة القليلة والجهل والخرافات الكثيرة - هو الأولى بالطاعة، عن المدرس بالمدرسة، وعن الدكتور فى الجامعة، أو حتى الأب والأم فى المنزل .. أو الصحافى فى الجريدة !! سواء أكان هذا الشيخ بجبة وقفطان، أو بملابس الكاجوال، فسيان أن يكون كذلك أو هكذا،، إنما الضرورى هو أن يتمتع بدرجة عالية من الثقافة الدينية والمجتمعية والحياتية والأكاديمية، وألا ينطق عن هوى وتحزب أو شخصنة، وألا ينظر إلا للمكاسب الروحية، لا المكاسب الدنيوية التى هى - وإن زادت - فهى إلى زوال.. وهذا هو ما افتقدناه فى معظم من تولوا الخطابة الدينية فينا !!
فهل على الأزهر ووزارة الأوقاف أن يشعرا بمسئوليتهما ويعملا على خلق ( خطاب ) دينى يصل بالمخطوب فيهم إلى تخفيف حدة الطمع والجشع بينهم !! ( خطاب ) دينى يصل بنا إلى مرحلة متقدمة من العلم والتقدم والنجاح والازدهار والتقرب إلى الله، خطاباً دينياً يستطيع أن يمنع تمرد الأبناء على أسرهم بما يصل بهم إلى حد قتل الوالد أو الوالدة أو أحد الأشقاء، وأن يمنع تمرد الزوجة على زوجها بالشكل الذى قد يصل بها إلى قتله وتوزيعه داخل أكياس بلاستيك فى الطرقات !! أو على الأقل منع افتراء الزوج على زوجته فى بعض الأحيان كما هو حال الناس الآن !!
فأنـى أفهم أن (خطاباً) دينياً لا يُمكنه العمل – مثلاً - على تقليل أعداد قضايا المسلمين التى تنظرها المحاكم المختلفة خاصة بين الأشقاء أو أطراف الأسرة الواحدة، أو على تخفيف حدة الشراسة والعنف الحاصل الآن بين الناس وبعضهم البعض، أو بين الدول الإسلامية وبعضها يظل (خطاباً) عديم الفائدة !!
وأفهم أن (خطاباً) دينياً لا يستطيع زيادة أعداد المصلين فى المساجد فى أوقات الصلاة، ويكتفى بجمعهم أيام الجمع فقط، أو شهر رمضان فقط .. هو خطاب لا طائل منه !!
كما أفهم أن ( خطاباً ) دينياً لا يساعد على تخفيف حدة الطائفية بين المذاهب المختلفة يظل خطاباً تافهاً، لا يساوى قيمة استهلاك الكهرباء التى تُستحق نتيجة استعمال الميكرفون الصادر منه الخطاب !!
وأفهم كذلك أن خطاباً دينياً لا يستطيع الحث على صلة الرحم، وعلى العمل بجد، والتفكير بحزم، حتى ننال ما نأمل هو خطاب فارغ غير ذى مضمون !!
وأخيراً – فإنى لا أرغب – مُطلقاً - أن يقتصر حديثى على واجبات واشتراطات ( الخطاب الدينى ) بقدر رغبتى فى وجوب عدم إغفال حقوق ( الخطيب الدينى ) من مسكن وملبس وترقية وحياة كريمة، وهذا هو ما يُعد من أهم واجبات وزارة الأوقاف أومشيخة الأزهر أو كلاهما، ومن المؤكد أن عدم إهمالهما شأن الخطيب والخطاب سينعكس حتماً بالإيجاب على المخطوب فيهم!!
سعيد سالم يكتب: المخطوب فيهم بين الخطيب والخطاب!!
الإثنين، 16 أغسطس 2010 12:34 م
زقزوق
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة