نظمت اليوم عددٌ من جمعيات رعاية مرضى السكر بالتعاون مع وزارة الصحة وذلك بمشاركة عدد من خبراء مرض السكر فى مصر وبريطانيا ندوةً طبية تثقيفيةً لتوعية مرضى السكر بالحقوق والواجبات الخاصة بهم وكيفية اجتياز شهر رمضان بسلام من خلال التعامل مع المرض، وشملت الندوة التحدث عن النظام الغذائى المتوازن فى رمضان؛ حيث أوضح دكتور إبراهيم الإبراشى، عميد المعهد القومى لمرض للسكر، والدكتور محمد خطاب، أستاذ السكر والباطنة بجامعة القاهرة، والدكتور مجاهد أبو المجد، أستاذ السكر بجامعة المنصورة، وعدد من كبار أساتذة السكر فى الجامعات المصرية ما يلى:
بالنسبة لمرضى السكر النوع 1:
لا ينصح بصيام مرضى السكر من النوع 1، ذلك لأن الجسم مع هذا النوع لا ينتج أى أنسولين، وبالتالى يتعين ألا يتوقفوا عن تناول الأنسولين؛ لأن ذلك يعرِّضهم لخطر نقص الأنسولين فى الدم، كما أن هناك خطرًا آخر وهو أن الجفاف مع نقص الأنسولين قد يعرض المريض إلى زيادة كبيرة فى نسبة السكر فى الدم، ما يؤدى حتميًا إلى حدوث مضاعفات مثل حموضة الدم (كيتوأسيدوزس)، وهذا تطور خطير يؤدى إلى فقدان الوعى بسرعة ويمكن أن يؤدى إلى الوفاة لو لم تتم معالجة الحالة على الفور فى المستشفى.
وفى حال إصرار مرضى النوع 1 على الصيام فعليهم ضبط مواعيد وحجم جرعات الأنسولين، وأن يراقبوا مستوى السكر فى الدم بانتظام لتفادى أى هبوط فى السكر وضرورة الإفطار فورًا إذا حدث ذلك.
أما عن تغير النظام الغذائى فى رمضان، فيجب الالتزام بالمعايير ذاتها بتناول وجبات متوازنة فى رمضان، مع الاحتياطات التالية:
- التقليل من الأطعمة التى يمكن أن تؤدى إلى ارتفاع نسبة السكر مثل المشروبات المحلاة، على ألا يتناول المريض أكثر من ثلاث تمرات على الإفطار.
- فى الإفطار والسحور على المريض أن يتناول الأطعمة التى تنتج الطاقة ببطء مثل الأطعمة المحتوية على القمح والردَّة والفول والأرز.
- تناول الأطعمة التى تحتوى على الألياف مثل الخبز الأسمر والخضروات والفواكه.
- تفادى الأكل الكثير على الإفطار؛ لأن ذلك يزيد من معدل السكر.
- تناول وجبة السحور متأخرًا قدر الإمكان.
- تناول كميات كبيرة من السوائل ما بين الإفطار والسحور لتفادى احتمال الجفاف خلال ساعات الصيام.
وعن صيام مرضى السكر النوع 2 الذين يعتمدون على تنظيم الوجبات فقط دون أدوية أكد الأطباء المشاركون فى الندوة أن:
هؤلاء المرضى أقل عُرضة لمخاطر الصيام، بل ربما يفيدهم الصيام إذا ساعدهم على تخفيف الوزن، لكن مع ذلك فإن عليهم مراقبة مستوى الجفاف، خاصة إذا كانوا يعانون من أى أمراض أخرى.
وفيما يتعلق بالتمارين الرياضية والجهد الجسمانى أثناء الصيام، أشار الأطباء أنه
يمكن الاستمرار فى المعدل المعتاد للتمارين خلال الصيام، إلا أن الإفراط فى الجهد الجسمانى يزيد من مخاطر هبوط سكر الدم ومن ثم يجب تفادى زيادة الجهد الرياضي، خاصة فى الساعات الأخيرة من اليوم قبل الإفطار، كما يجب اعتبار صلاة التراويح جزءًا من التمارين الرياضية.
وبالنسبة للأقراص التى يمكن لمرضى النوع 2 تناولها فى الصيام:
فقد أوضح الأطباء أن بعض الأقراص آمنة؛ لأنها لا تحفز إنتاج الأنسولين فى الجسم، ومن ثم لا تؤدى إلى خفض نسبة السكر، ومن بين تلك الأقراص "ميتفورمين" و"بايوجليتازون" و"رزيجليتازون" وبعض الأقراص الحديثة مثل "سيتاجليبتين"، كذلك يجب مراعاة أن بعض الأقراص يمكن أن تؤدى إلى هبوط معدل السكر؛ لأنها تحفز إفراز الأنسولين ومنها أقراص "جليكلازيد" و"جليميبيريد" و"جليبنكلاميد".. وفى هذا الإطار عمومًا يتعين استشارة الطبيب بشأن أى أدوية يتم تناولها مع الصيام.
وفيما يتعلق بأعراض نقص السكر، أشار الأطباء إلى أن أعراض نقص السكر تشمل:
شعور بعض المرضى بعلامات من قبيل الدوخة والضعف والاضطراب وعدم التركيز وزغللة العين وفقدان الوعي، وأحيانًا لا تكون الأعراض واضحة؛ لذا فى حالة شك المريض فى هبوط السكر عليه اختبار نسبة السكر فى الدم، وأحيانًا يصعب اختبار الدم فى حالة هبوط السكر؛ لذا على المريض افتراض أن هناك هبوطًا ووقتها يفطر فورًا.
أما معدل السكر فى الدم الموجِب للإفطار، فعلى مريض السكر أن يفطر فورًا إذا وصل معدل سكر الدم إلى:
• 60 أو أقل فى أى وقت من نهار رمضان.
• 70 أو أقل فى صباح يوم الصيام، خاصة إذا كان المريض تناول الأنسولين أو الأقراص المحفزة لإفرازه قبل الإمساك.
• 288 أو أعلى فى أى وقت؛ لأن ذلك يعنى أن الجفاف دفع بالسكر للارتفاع ويؤدى إلى مضاعفات.