محمد حمدى

الريس خليفة

الإثنين، 16 أغسطس 2010 11:54 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل سبع سنوات رحلت من الهرم إلى المعادى للسكن فى شقة إيجار حسب القانون الجديد، كان أول شخص تعرفت عليه فى سكنى الجديد خليفة البواب، صعيدى جدع، جاء من قريته فى صعيد مصر بحثا عن لقمة العيش.

مرت سنوات أرى فيها خليفة بشكل شبه يومى لكن فى كل يوم أشهد تغييرات جديدة لا أعرف سببها، بعد عامين اشترى خليفة شقة فى البرج الفاخر الذى نعيش فيه، ولم يعد مجرد بواب أو حارس عقار، وإنما انضم إلى اتحاد الملاك، فى نفس الوقت الذى حافظ فيه على وظيفته.

وقبل أيام شاهدت خليفة فى الجراج الذى يقع أسفل البرج وهو يقود سيارة ميتسوبيشى لانسر على الزيرو قال لى عامل الجراج أنها سيارة الريس خليفة، الذى لم يعد حارسا أو مالكا من ملاك العقار وإنما اشترى شقة أخرى وحولها إلى مكتب لشركة يملكها تعمل فى مجال المقاولات.

قصة خليفة تكاد تكون شبيهة بالفيلم السينمائى الرائع الذى لعب بطولته الراحل الجميل أحمد زكى "البيه البواب" هكذا أصبح خليفة بيك، وتحول من حارس عقار إلى مالك ورجل أعمال، علقت زوجتى على ذلك قائلة خليفة اشترى شقة ونحن نسكن فى شقة إيجار جديد، ابتسمت ولم أرد!

لا أحمل لخليفة أية ضغينة أو حقد، فهو رجل اجتهد فى حياته، وحقق ما لم أستطعه، صحيح أنه لم يجهد نفسه فى التعليم، ولا يعمل فى مهنة الصحافة التى تقصف العمر، وتصيب معظم العاملين بها بأمراض القلب والضغط، ولا يقضى يومه يقرأ ويكتب، ولا يحتاج إلى تغيير النظارة الطبية كل عامين لكن هكذا هى الحياة، قد تبدو معاييرها وقواعدها غريبة فى بعض الأحيان.

قديما كانت بعض المهن يعتبر أصحابها فى قمة السلم الاجتماعى مثل الصحفيين والأطباء والمهندسين وموظفى الحكومة، لكن هذا الزمن ولى، أعرف أطباء مضى على تخرجهم أكثر من عشرين عاما ولا يزالون يتنقلون من مستشفى إلى مستوصف خاص، وعيادة فى منطقة شعبية، لمجرد أن يعيشون، وأعرف مهندس يعمل مديرا فى شركة مقاولات تابعة للقطاع العام لا يتعدى راتبه فى الشهر ألف جنيه، بعد أكثر من خمسة وعشرين عاما فى العمل الميدانى والتنقل بين المشاريع فى كل مكان من مصر.

فى نفس الوقت أعرف مهندسين شبان لا يجدون عملا ويعانون من البطالة، أما موظفو الحكومة فحدث ولا حرج، حتى أنه صدرت فتوى رسمية بجواز منحهم الصدقات، أما نحن معشر الصحفيين فعلينا أن نعمل فى عدة صحف وتليفزيونات حتى نتمكن من إكمال الشهر، بينما الريس خليفة استطاع فى سبع سنوات أن يتحول من حارس عقار إلى صاحب شركة مقاولات، لكن حين يقارن أبنائى بينى وبين خليفة ترى أى طريق سيسلكون؟!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة