وصفت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين الكويتية للإبداع الشعرى رحيل وزير العمل السعودى الشاعر د.غازى القصيبى والشاعر والأديب الكويتى أحمد السقاف - فى نعى نشرته المؤسسة على موقعها الإلكترونى- بالخسارة الفادحة للأدب العربى عمومًا وفى منطقة الخليج العربى على وجه الخصوص.
يذكر أن د.غازى القصيبى، الشاعر السعودى والدبلوماسى والأديب الليبرالى، رحل الأحد 15 أغسطس الجارى، عن سبعين عامًا بعد صراع طويل مع المرض، كما أعلنت قناة الإخبارية السعودية والتى استندت إلى شهادات المحيطين به والذين أكدوا على أنه توفى بمرض السرطان فى مستشفى الملك فيصل التخصصى فى الرياض؛ حيث كان يرقد منذ عودته من البحرين قبل شهر.
وُلد غازى القصيبى فى الثالث من مارس 1940 فى "الهفوف" لأسرة تُجَّار ميسورة الحال، وبعد أن قضى فى الإحساء (شرقًا) سنواتِ عمره الأولى انتقل إلى المنامة بالبحرين ليتابع دراسته.
ونال القصيبى ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير فى العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا.
وحصل على الدكتوراه فى العلاقات الدولية من جامعة لندن وكانت رسالته فيها حول اليمن، كما أوضح ذلك فى كتابه الشهير "حياة فى الإدارة".
وعمل غازى القصيبى مديرًا للمؤسسة العامة للسكك الحديدية فى السبعينيات قبل أن يتولى وزارة الصناعة ويطلق قطاع الصناعات البتروكيماوية السعودية.
وفى عام 1984 عندما كان وزيرًا للصحة تم إعفاؤه من منصبه هذا بسبب قصيدة "رسالة المتنبى الأخيرة إلى سيف الدولة" التى انتقد فيها الفساد والامتيازات التى كانت تحظى بها الطبقة الحاكمة فى عهد الملك فهد بن عبد العزيز.
وفى عام 2002 أعفى أيضًا من منصبه كسفير للمملكة فى لندن بسبب قصيدة "الشهداء" التى أشاد فيها بالانتحارية الفلسطينية "آيات الأخرس" التى فجرت نفسها فى سوق فى القدس، مما أدى إلى مقتل اثنين من الإسرائيليين فى الوقت الذى كانت فيه الأجواء مشحونة بسبب أحداث 11 سبتمبر 2001 فى نيويورك.
وبعد عودته إلى الرياض عُيّن وزيرًا للمياه والكهرباء، الأمر الذى يدل على دعم القصر الملكى له.
وخلال عمله كسفير للسعودية فى البحرين عند غزو العراق للكويت عام 1990 كتب القصيبى مقالاتٍ ينتقد فيها الحكومات العربية والجماعات الإسلامية التى تأخذ على السعودية تحالفها مع الولايات المتحدة متسائلاً: كيف يمكن لأحد الدفاع عن صدام حسين؟
ويُعتبر كتابه "أزمة الخليج محاولة للفهم" دراسة جادة لمعرفة أسباب هذه الحرب ودوافعها وسياساتها وصنع قراراتها والنتائج التى تمخضت عنها.
وللوزير الراحل نحو 20 كتابًا، ومن أشهر رواياته "شقة الحرية" (1996) التى كانت ممنوعة من التداول فى السعودية، وتحكى قصة مجموعة من الشبان مختلفى التوجهات والأفكار يسكنون معًا فى القاهرة أثناء دراستهم الجامعية لتعرض الرواية حالة التيارات الفكرية لدى الشباب العربى فى الفترة الملتهبة بين عامى 1948، 1967.
ومن أبرز الأعمال الأخرى للقصيبى "العصفورية"، "سبعة"، "هما"، "سعادة السفير"، "سلمى"، "أبو شلاخ البرمائى". ومن مؤلفاته فى الشعر: "صوت من الخليج"، "الأشج"، "اللون عن الأوراد"، "أشعار من جزائر اللؤلؤ"، "الحمّى"، "سحيم"، و"للشهداء".
أما أحمد السقاف، الشاعر الكويتى، فرحل السبت الماضى 14 أغسطس الجارى، عن عمر بلغ واحدًا وتسعين عامًا.
وُلد السقاف فى مطلع عام 1919 فى جنوب الجزيرة العربية، ويعد أحد أهم رواد النهضة الفكرية فى الكويت.
وفى عام 1944 عُيّن مدرسًا بالكويت، ثم أصبح مديرًًا لها، وفى عام 1962 عين وكيلاً لوزارة الإعلام، وفى عام 1965 عين عضوًا منتدبًا للهيئة العامة للجنوب والخليج العربى فى وزارة الخارجية، وتقاعد عام 1995.
أصدر أول مجلة فى الكويت وهى "كاظمة" فى عام 1948، وفى عام 1952 تولى رئاسة تحرير مجلة "الإيمان"، وأنشأ مع رفاقٍ له عام 1952 النادى الثقافى القومى.
كُلِّف بالسفر للتعاقد مع من يقع عليهم الاختيار لإصدار مجلة ثقافية كبرى فى الكويت، فسافر فى ديسمبر عام 1957 إلى بعض الأقطار العربية. وفى مصر تعاقد مع الدكتور أحمد زكى وبعض الفنيين والمحررين، فأصدروا فى ديسمبر عام 1958 مجلة "العربى".
كان السقاف عضو رابطة الأدباء فى الكويت وأمينًا عامًا لها من سنة 1973 حتى 1984، وشارك فى المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب من عام 1972 حتى 1976.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة