أكدت دراسة سوق حديثة لأحد البنوك الأجنبية أن 3 مصانع تحتكر إنتاج الذرة الخام الصفراء، والتى ينتج منها النشا والجلوكوز وفراكتوز، بالإضافة إلى أعلاف (جيلوتين)، وخام زيت الذرة والسربيتول، حيث يتم الإنتاج على مراحل ويحتاج إلى تقنية عالية، خاصة لإنتاج السربيتول.
وقالت الدراسة إن المنافسة داخل السوق المصرية محصورة بين الشركة الوطنية لمنتجات الذرة وشركة المصرية للنشا والجلوكوز، وهى شركة تأسست عام 1951 وأصبحت شركة قطاع عام فى أوائل الستينيات ثم تم تخصيصها خلال عام 2004 لتصبح إحدى شركات مجموعة رجل الأعمال الخرافى والذى يعد أحد كبار رجال الأعمال العرب المستثمرين داخل السوق المصرى، وتندرج الشركة تحت قائمة شركات أمريكانا.
وقامت مجموعة الخرافى، طبقا للدراسة، بتطوير أجزاء كبيرة من خطوط الإنتاج ودفعت بكوادر جديدة للإدارة، كما أنها قامت بتدريب جزء من العمالة القديمة، وتعمل بصفة دائمة على تطوير الإنتاج، كما تقوم الشركة المصرية بإنتاج نفس منتجات الوطنية للذرة عدا الفركتوز والسربيتول.
وأكدت الدراسة إنتاج الشركة المصرية لنحو 35 ألف طن من النشا خلال عام 2008، فى الوقت الذى أنتجت فيه الشركة الوطنية 37 ألف طن عن نفس العام، ويستخدم النشا فى صناعة الورق والكرتون وفى مصنعات اللحوم والمواد الغذائية وفى صناعة المواد اللاصقة، حيث تستخدم صناعة الورق والكرتون 40 % من الطلب الكلى على النشا.
كما أشارت الدراسة إلى صعوبة تقدير حجم الطلب الكلى على النشا فى مصر، لافتا إلى استيراد كميات كبيرة من الصين بأسعار تقل عن أسعار المنتج المستورد ويقل عن مثيله المحلى بقيمة 500 جنيه مما تسبب فى مشكلات لمصنعى النشا ودفع المصانع إلى البيع بسعر التكلفة أو الخسارة أحيانا، حيث يصل السعر الحالى إلى 2400 جنيه للمنتج المحلى، بينما يصل سعر المنتج المستورد إلى 1900 جنيه.
وكشفت الدراسة عن وجود 80 % من مصانع اللحوم تفضل استخدام المنتج المصرى، على الرغم من ارتفاع سعره، وذلك لزيادة عامل الأمان، أما مصانع المنتجات للصناعات غير الغذائية تتجه إلى استخدام المنتج المستورد.
وقد قامت الشركتان المنتجتان الوطنية والمصرية برفع دعاوى إغراق ضد المنتجات الصينية وحتى الآن لا يوجد موقف واضح للجهات الحكومية فى هذا الصدد.
وأشارت الدراسة إلى أنه منذ شهرين بدأ مصنع جديد بمدينة العاشر من رمضان باكورة إنتاجه بتصنيع نشا الذرة والمصنع تحت مسمى "المنيرى" بطاقة إنتاجية للمصنع تصل إلى 40 طنا يوما، وتؤكد بعض المصادر أن التكلفة الاستثمارية لإنشاء هذا المصنع تصل إلى 30 مليون جنيه.
وبالنسبة لإنتاج الجلوكوز، فإن الشركتين الوطنية والمصرية متقاربتان من حيث الجودة وتقوم الشركة المصرية بإنتاج 49 ألف طن سنويا، بينما تنتج الشركة الوطنية 44 ألف طن سنويا، ويصل سعر الطن 3150 جنيها حسب التركيز.
ويستخدم الجلوكوز فى صناعة الحلويات والشيكولاتة والمربات، ويعد أهم عملاء الشركة الوطنية مصنع الرشيدى الميزان وكادبورى وفرج الله والشركة بعمليات البيع مباشرة لكبار عملائها، ويتم البيع عن طريق الموزعين لصغار العملاء، ويستخدم الجلوكوز كعنصر أساسى بديل للسكر فى مصانع الحلويات والعصائر والمربات الشعبية.
ويعد حجم الطلب فى السوق المصرى، طبقا للدراسة، أكبر من حجم الإنتاج الفعلى، ولذلك يقوم المستوردون بالاستيراد لتغطية الفجوة الإنتاجية، كما تتقارب جودة الإنتاج بين المستورد والمحلى وأيضا بالنسبة للسعر.
وتنتج الشركتان من الجلوكوز والنشا ما يمثل 70 % من الطاقة الإنتاجية للمصانع، ومن المنتظر أن يبدأ المصنع الجديد (المنيرى) إنتاج الجلوكوز خلال الشهر القادم، حيث تم تركيب جميع الماكينات وسيتم عمل التجارب على الإنتاج الشهر القادم، رغم أن كافة خطوط الإنتاج بمصنع المنيرى جميعها صينية الصنع.
وقامت الشركة المصرية بالانتهاء من دراسة جدوى إقامة مصنع للجلوكوز بالإنزيمات، وهو نوع متطور وأكثر أماناً لجسم الإنسان، وتم طرح عطاء للمصانع الأجنبية وتم تلقى العروض، ومن المنتظر أن يتم قريبا تحديد الشركة المنفذة (تسليم مفتاح)، ويتوقع أن يستغرق إنشاء هذا المصنع 18 شهرا بتكلفة مبدئية تصل إلى 120 مليون جنيه.
ويعد البديل الطبيعى للجلوكوز هو السكر الذى يستمر ارتفاع أسعاره من وقت لآخر عالمياً.
ويعد الفركتوز عبارة عن سكر معالج ويستخدم كبديل للسكر لأن الفركتوز يتميز بطعم خفيف من السكر مما يتناسب مع مواصفات بعض المنتجات التى تتطلب طعم سكر خفيف، بالإضافة إلى أنه لا يتبلور مثل السكر ويقل سعره عن السكر بقيمة 30 %، وتستخدمه شركات المياه الغازية، مثل شركة بيبسى كولا وشركة كوكاكولا وشركة شويبش والأهرام للمشروبات وغيرها.
وتعد الشركة الوطنية هى الوحيدة المنتجة والمحتكرة لهذا المنتج فى مصر حيث تنتج نحو 100 ألف طن سنويا، وتستهلك شركة كوكاكولا نحو 50 ألف طن سنويا، شركة بيبسى 30 ألف طن سنويا وهذا يمثل نحو 80 % من إنتاج الفركتوز للشركة الوطنية، وباقى إنتاج الشركة 20 ألف طن يوزع على باقى المصانع مثل شويبس ـ الأهرام للمشروبات ـ فرج الله وبعض مصنعى العصائر والمشروبات، وتصل مشتريات شركتى بيبسى وكوكاكولا من الفركتوز بقيمة 200 مليون جنيه سنوياً حيث يتراوح سعر الطن من 2200 إلى 2350 جنيها للطن حسب التركيز.
وقامت الشركة المصرية بالانتهاء من دراسة جدوى إقامة مصنع للفركتوز بتكلفة تصل إلى 80 مليون جنيه، ومن المنتظر البدء فى تنفيذ المشروع بعد الانتهاء من مصنع الجلوكوز التى تنشئة الشركة حاليا.
وتعد الشركة الوطنية هى المحتكر للمنتج ولا يوجد منتجات مستوردة مثيلة، وذلك لصعوبة نقل المنتج من الخارج إلى داخل البلاد، حيث إنه فى صورة سائل ويحتاج إلى أحجام كبيرة جدا من الحاويات.
وتنتج الشركات نوعين من الأعلاف، بالإضافة إلى الأعلاف الأول جلوتين حيوانى وآخر داجنى ( أكثر بروتيناً ) حيث يمثل ذلك المنتج 3 % من إنتاج المصانع المحلية، والطلب المحلى فى السوق كبير جدا لا يقارن مطلقا بحجم الإنتاج، ولذلك يتم الاعتماد على الكميات المستوردة فى تصنيع الأعلاف.
ويتراوح سعر الطن من 3000: 3200 جنيه، وهو يعادل سعر المستورد، ويعد المستهلك الرئيسى لتلك السلعة هى مصانع إنتاج الأعلاف.
وتنتج المصانع خام زيت الذرة بكميات ضئيلة جدا، حيث إنها تدخل فى تصنيع زيت الذرة للطعام، ويمثل هذا المنتج 2 % من إنتاج الشركة الوطنية ويمثل نحو 3 % من إنتاج الشركة المصرية، وجميع مصانع إنتاج الزيوت الذرة فى مصر تقوم باستيراد كميات هائلة من الخام وتعتمد تلك المصانع على الخام المستورد وليس الخام المحلى، حيث يصل سعر خام (الشركة المصرية) 4500 جنيه للطن.
ويعد السربيتول عبارة عن جلوكوز طبى يستخدم فى تصنيع الأدوية مثل أدوية الكحة وتعتبر الشركة الوطنية الوحيدة المنتجة لهذا النوع، حيث بدأت الإنتاج فى أواخر 2008 بطاقة إنتاجية 8000 طن سنويا ولا زال فى مراحل الإنتاج التجريبية لأن المنتج، وبسبب استخدامه فى الأغراض الطبية، يحتاج إلى دقة متناهية فى التصنيع والمواصفات.
ولا يمثل إنتاج الشركة الوطنية أى نسبة فى حجم الطلب فى السوق، حيث إن جميع المنتجات الموجودة فى السوق مستوردة، ويصل سعر الطن إلى 3500 جنيه.
وتستورد الدولة حاليا بقيمة 70 مليون دولار سنوياً من السربيتول، وتعد المادة الخام المستخدمة فى الصناعة هى الذرة الصفراء ولا يوجد أى إنتاج محلى من تلك السلع، ويتم استيراد كافة الاحتياجات من الخارج.
ومن أكبر مستوردى تلك السلع القاهرة للدواجن إحدى شركات الخرافى ـ شركة كارجل ـ شركة كايروثرى ايه ـ شركة المهندسون المتحدون وآخرون.
وأظهرت الدراسة انخفاض سعر الذرة الصفراء متأثرة بالأزمة العالمية وتأثير استخدام بعض الدول للمحاصيل الزراعية لاستخراج الوقود الحيوى ليصبح التدرج كالتالى: سعر طن الذرة 2300 جنيه خلال 2008، ويناير 2009 1300 جنيه للطن، وخلال أغسطس من العام الماضى بلغ السعر 1150 جنيها للطن.
وتقوم الشركة الوطنية بتسويق حجم إنتاجها عن طريق وكلاء لها ما عدا منتج الفركتوز تبيعه بنفسها، بينما الشركة المصرية تقوم بالبيع بدون وسيط، ولذلك الشركة الوطنية تمنح موزعيها فترة سماح 3 شهور بينما المصرية تمنح شهر واحد للتجار و60 يوما للشركات.
وأكدت الدراسة أن مجموعة الخرافى قامت بشراء شركة المصرية للنشا والجلوكوز بقيمة 126 مليون جنيه مع الأخذ فى الاعتبار أن الشركة تمتلك العديد من الأصول العقارية التى تتميز بمواقعها الفريدة، واستطاعت ضخ الكثير من الأموال فى الشركة المصرية للنشا والجلوكوز لكى يتطور إنتاجها.
وأشارت الدراسة إلى عدم وجود اتفاق على سياسات البيع وضبط السوق بين الشركات الثلاث (الوطنية والمصرية والشركة الجديدة المنيرى).
دراسة مصرفية تكشف: 3 شركات تحتكر إنتاج الذرة الصفراء..
80 % من مصانع إنتاج اللحوم تفضل المنتج المصرى
الإثنين، 16 أغسطس 2010 10:37 ص
أنتجت الشركة المصرية 35 ألف طن من النشا خلال 2008 - صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة