محمود مغيث يكتب: بين الماضى والحاضر

الأحد، 15 أغسطس 2010 08:15 م
محمود مغيث يكتب: بين الماضى والحاضر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد تذيلت أمتنا ركب قافلة الأمم فى العقد الأخير، بعدما كانت فى الماضى القريب هى صاحبة الريادة على كل الأمم، وما سأل أحد نفسه ما الذى أودى بنا إلى هذا...؟! الكل بات مشغولا بنفسه وبعياله وبلقمة العيش ومستقبل الأبناء الذى هو مهمة الخالق وحده ونسينا أو تناسينا نصائح سيد الخلق، صلى الله عليه وسلم، فى هذا الشأن، حيث كان من جملة ما نصح به رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، أمته: علامة إعراض الله تعالى عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه، وإن امرؤ ذهبت ساعة من عمره فى غير ما خلق له لجدير أن تطول عليه حسرته، ومن جاوز الأربعين من عمره ولم يغلب خيره شره فليتجهز إلى النار، وقال صلى الله عليه وسلم "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".

فبعد التفكير فى أسباب تذيل هذه الأمة لقافلة الأمم، بعدما كانت فى الماضى القريب هى الرائدة، وجدت أن الكل يشترك فى هذه الأسباب بداية من العلماء والدعاة المعاصرين الذين افتقدوا للصدق والمصداقية وانزلقوا فى بئر من النفاق للحكام والمسئولين ورجال السلطة ولا أكون مبالغا إذا قلت أيضا ولرجال الأموال! أقصد (رجال الأعمال) كما يسمونهم وذلك لعدة أسباب، منها ما أشرنا إليه بين السطور السابقة وهو الحرص على المستقبل لهم ولأبنائهم والسعى وراء حياة سعيدة مطمئنة، من خلال جمع الأموال التى تكفل لهم حياة مليئة بالترف والرفاهية، وهؤلاء يمثلون الجزء الأكبر من جملة العلماء والدعاة المعاصرين.

وهناك جزء آخر يكتمون الحق وهم يعلمون، خوفا من السجون والاعتقالات والتعذيب وهؤلاء لم أقف أمامهم كثيرا فقد أكون واحدا منهم.. لست عالما ولكن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم حتى ولو بكلمة "اتق الله" إذا رأيت ظلما أو حرمة من حرمات الله تنتهك، أما الجزء الآخر فمتمثل فى الشباب الذين يستنفرهم الفقر والحياة المدمرة البائسة فتخرج حماسهم وتدفع بهم إلى كلمة الحق ضد كل مسئول عن هذا الشعب وهذه الحياة كما يستنفرهم أيضا ما عرفوه عن بعض حياة حكام الصحابة، ومنهم طبعا الحاكم الذى يقشعر بدننا كلما سمعنا اسمه فقط.

إنه عمر بن الخطاب الذى حفر مقولته العجيبة فى قلوب وعقول سائر البشر: لو أن دابة عثرت فى الشام لسألنى الله لما لم تمهد لها الطريق، هذه الكلمة كفيلة بأن تدمر آلاف بل ملايين الشباب هذه الأيام إذا أدخلوها فى مقارنة مع ما يحدث هذه الأيام، ولكن بكل صراحة أقولها بملء فمى: لو أن الأمة تستحق عمر الآن لرزقنا الله به.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة