أثار انتباهى وفاة أحد المشجعين قبل بداية مباراة رياضية هامة لكرة القدم فى مصر بسبب أزمة قلبية وعدم قدرة أى فرد من الآلاف المتواجدين بالاستاد عن مساعدته. ولذا فكرت كثيرا فى انتباه وزارة الصحة المصرية لهذا الحادث الذى يحدث يوميا وخاصة أننا فى فصل الصيف الحار، والذى يساهم فى زيادة مثل هذه الحالات فى أماكن عامة شتى.
لهذا سعدت بإطلاق وزارة الصحة مبادرة "دعامة الحياة" وهى تعنى إعادة الحياة لمن يتوقف قلبه بعد إصابته بأزمة قلبية فى وسائل المواصلات والأماكن العامة، مثل محطات السكك الحديدية ومترو الأنفاق والمواصلات العامة وأماكن التجمعات، وذلك لإنقاذ مرضى القلب من السكتات القلبية والوفاة المفاجئة عن طريق تدريب القائمين على هذه الأماكن والمشرفين على سير القطارات على استخدام أجهزة الإسعاف الطوارئ لمرضى القلب.
هذه التجربة اثبتت نجاحها فى الدول الاوروبية وساهمت فى انقاذ حياة الالاف المرضى, وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 17 مليون شخص قضوا نحبهم فى عام 2005 جراء التعرّض لأحد الأمراض القلبية الوعائية، مثل الأزمة القلبية أو السكتة. وحدثت أكثر من80% من تلك الوفيات، فى البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل وطالت الرجال والنساء سواء بسواء.
والسؤال الذى يطرح نفسه مالذى الذى يمكننى فعله لتلافى الأزمة القلبية أو السكتة؟ والاجابة تكمن فى الوقاية ثم الوقاية ثم الوقاية لانها هى خير من العلاج والتى تبدا اولا باتّباع نظام غذائى صحى وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام فى سن مبكرة والامتناع عن التدخين.
فالنظام الغذائى المتوازن ضرورى لصحة القلب والجهاز الدورى الذى يشمل الاوعية الدموية بالجسم، ولذا من المهم الإكثار من الخضروات والفواكه والحبوب غير منزوعة النخالة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك والبقول، والإقلال من تناول الملح والسكر والبعد عن الوجبات الجاهزة السريعة التى تمتلأ بالدهون غير المفيدة. واتباع بعض سلوكيات الطعام وتشمل عدم الاكل بين الوجبات الرئيسية لاعطاء المعدة والقلب بعض الراحة , والمشى خطوات قليلة بالمنزل بعد تناول الطعام لاستقرار الغذاء فى المعدة وتسهيل الهضم لتقليل عمل القلب.
وايضا ممارسة الرياضة اليومية على معدة خاوية من الطعام فقط كوبين من الماء فنعم الرياضة على الخلاء. وابسط انواع الرياضة هو المشى او الجرى بانتظام ولمدة لا تقلّ عن ثلاثين دقيقة يوميا تساعد على صون الجهاز الدورى والقلب ؛ أمّا ممارسة ذلك النشاط فى معظم أيام الأسبوع ولمدة لا تقلّ عن 60 دقيقة فهو يسهم فى الحفاظ على وزن صحى ايضا.
اما الدخان الذى يخلّفه كل انواع التبغ فيسبب أضراراً صحية جسيمة، سواء كان فى شكل سجائر أو سيجاراً أو تبغاً معداً للغلايين أو للمضغ والذى يعرف بالقات فى بعض الدول العربية . ويشكّل التدخين اللاإرادى او السلبى خطراً كبيرا على صحة المحيطين بالمدخنين أيضاً وخاصة الاطفال والنساء . وما يبعث على التفاؤل هو أنّ خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة يتقلّص فور إقلاع الشخص عن تعاطى منتجات التبغ، ويمكن أن يتقلّص بنسبة قد تصل إلى النصف بعد مضى عام على الإقلاع.
وهناك ايضا بعض الفحوصات الاكلينيكية والمعملية الدورية التى لابد من اجرائها كل عام على الاقل لكى نتجنب المخاطر المحدقة بقلوبنا والأوعية الدموية الموصلة منها واليها . تشمل الفحوصات المعملية التأكد من عدم زيادة نسبة الكولسترول فى الدم لان هذا النوع من الدهون يترسب على جدران الاوعية الدموية ويقلل من ليونة الحركة بها وبالتالى يقلل من كفائتها فى دفع الدم الى اجزاء الجسم بل ويزيد احتمالية تكوين الجلطات التى تسد الاوعية المغذية لعضلة القلب او المخ فيزيد معها مخاطر السكتة القلبية والدماغية, ويجب التحكّم فى كولسترول الدم باتباع نظام غذائى صحى أو بتناول الأدوية المناسبة عند الحاجة. وتشمل التحاليل المعملية ايضا مراقبة نسبة السكر فى الدم خاصة للمرضى المصابون بمرض السكرى فارتفاع نسبة السكر بالدم تزيد ايضا من الازمات القلبية.
واخيرا الكشف الدورى على ضغط الدم وخاصة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لانه للاسف فرط ضغط الدم لا يؤدي، عادة، إلى ظهور أعراض على المصاب به، غير أنّه قادر على إحداث سكتة دماغية أو أزمة قلبية مفاجئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة