وتعتبر فرقة المولوية للإنشاد الصوفى بقيادة عامر التونى أحد أشهر فرق الإنشاد الموجودة الآن على الساحة المصرية، حيث تقدم الفرقة موسيقى مستوحاة من التراث الصوفى مستخدمة بذلك آلات الموسيقى الشرقية كالكمان والعود والرق والناى والقانون، كما تقدم أداء حركيا قائما على الدوران الذى يقوم به الراقصون وهم يرتدون زيهم الأبيض الشهير المكون من ثوب أبيض يعلوه طربوش طويل لونه بنى ويرمز الثوب إلى النقاء والطهر.
فى بداية الحفل يبدأ المنشد بالإنشاد إلى أن يستعد الراقصون خلفه بالرقص والدوران أمامه، فيبدأ كل منهم بالتقدم خطوة للأمام ثم يثبت فى مكانه طوال دورانه، فينظر إلى السماء رافعا يد وخافضا يد عازلا عقله وفكره عن الحياة.
يذكر أن تاريخ المولوية يرجع إلى مؤسسها جلال الدين الرومى الفارسى الأصل وقدمها فى عام 1207 م، وهو الشاعر الذى نظم غالبية الأشعار الدينية التى كانت تتغنى بها فرق المولوية فى حلقات الذكر الصوفى الخاصة بها، ولما حققته هذه الطريق من شهرة وجماهيرية وتزايد فى عدد أتباعها أنشئت مساجد خاصة بهذه الطريقة كى تقام بها حلقات ذكر المولوية كمسجد المولوية فى حلب ومسجد المولوية بدمشق.
وعادة ما كانت تبدأ حلقة ذكر المولوية بتلاوة القرآن ثم تلقى بعض الابتهالات والأدعية، ثم يقوم أحد الدراويش بإلقاء الشعر على أنغام الناى، ومن ثم يقوم باقى الدراويش ويبدءون بالدوران بشكل متمايل راقص.
والمولوية فى الأصل هى إحدى الطرق الصوفية، وسميت بذلك اشتقاقا من كلمة المولى أو مولانا، وهى من أولى الطرق التى أدخلت الموسيقى والرقص بالدوران فى حلقات الذكر.
ومن هنا تحظى فرق الإنشاد الصوفى بجماهيرية عالية فى مصر من مختلف الفئات الاجتماعية ومن مختلف الأعمار فهى تجتذب الشباب والكبار الرجال والنساء، وبالأخص تلك الفئة المهتمة بإحياء التراث الصوفى العتيق من المثقفين والمهتمين بالشأن الدينى.




