انتقد الدكتور زغلول النجار، رئيس لجنة الإعجاز العلمى بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عدم توحد المسلمين فى رؤية هلال شهر رمضان وباقى الأشهر عموما، موضحا أن شهر رمضان هو شهر وحدة المسلمين، ومن المفروض أن يصوموا فى يوم واحد ويفطروا فى يوم واحد ويكون عيدهم فى يوم واحد، مرجعا سبب ذلك إلى الخلافات السياسية بين عدد من القادة العرب والتى أدت إلى اختلاف الصيام بفارق يومين أو ثلاثة، واصفا ذلك بأنه خطأ كبير من الناحية العلمية والشرعية.
وأوضح النجار خلال كلمته أمس بالملتقى الفكرى الإسلامى الذى ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أننا نعيش فى عالم مليء بالتكتلات، والذى يقول عنها علماء الاجتماع أن كل الكائنات الصغيرة ستبقى تابعة ذليلة للكائنات الكبرى لا رأى لها ولا بصمة لها على مجريات الأحداث وعليها السمع والطاعة لتلك التكتلات.
وأضاف أنه ليس فرضا على المسلمين أن يروا الهلال، لكن يقتصر ذلك على العلماء والمختصين، مشيرا إلى أن رؤية الهلال ليس حدثا محليا إنما هو حدث كونى، فالقمر حينما يأتى بين الأرض والشمس يكون وجهه المنير مقابل للشمس، والوجه المظلم للأرض، ويكون مراكز هذه الأجرام الثلاثة على خط مستقيم، ومجرد أن يخرج القمر عن هذه الاستقامة يظهرا قوسا من النور على حافته السفلى وهنا يولد الهلال، ولكن فى الإسلام الليل سابق النهار، فاليوم يبدأ مع غروب الشمس و ينتهى مع غروب الشمس، لكن فى الغرب اليوم يبدأ عند منصف الليل وينتهى كذلك وهذا خطأ، فالأصل فى الكون هو الظلمة والنور نعمة يمن الله بها فى وضح النهار فى نصف الكرة المواجه للشمس، ومن هنا يبدأ يوم المسلم مع الغروب.
وأوضح أنه لذلك أول صلاة يؤديها المسلم هى صلاة المغرب، والثانية العشاء، والثالثة الفجر وهى الصلاة الوسطى مع أن الكثير من المفسرين يقولون إن الصلاة الوسطى هى صلاة العصر، الصلاة الرابعة هى صلاة الظهر والصلاة الخامسة هى صلاة العصر و هى آخر صلاة فى الـ 24 ساعة يؤديها المسلم، لذلك نرى أن اليوم يبدأ مع الغروب، فإذا لم ير الهلال لا يدخل الشهر، وعليه فإنه لو شوهد الهلال فى أى بقعة من العالم دخل الشهر، فالفارق الزمنى بين أبعد نقطتين على سطح الأرض 12 ساعة إما بالإيجاب أو بالسلب فلا يجوز أن يصوم المسلمون فى يومين مختلفين.
وأشار إلى أنه من أعظم صور الجود فى رمضان هى الجود بالنفس أى الجهاد، وضرورة تذكر أن النفس رخيصة فى سبيل الله، فلذلك كانت كل انتصارات المسلمين فى شهر رمضان بدءا من غزوة بدر الكبرى وفتح مكة وموقعة عين جالوت وحطين، وصولا إلى النصر الأخير على عصابة الصهاينة فى رمضان، مضيفا لقد أرانا الله كرامات فى تلك المعركة مما يشجع على ضرورة الجهاد فى سبيل الله، فلا يرضى المسلم أن تحتل أرض مسلمة.
وطالب زغلول النجار المسلمين بالتوجه بالدعاء إلى الله أثناء الإفطار لنصرة الأمة الإسلامية، مطالبا بالدعاء لنصرة المسجد الأقصى، وللغرقى فى باكستان والصومال وأفغانستان والسودان، مضيفا أن شهر رمضان هو شهر الدعاء الذى هو مخ العبادة، فأعظم موقف للعبد بين يد خالقه أثناء الدعاء خاصة فى رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم "إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد".
وأوضح أن الصيام هو أحب العبادات إلى الله لقوله تعالى فى حديث قدسى "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به "، مشيرا إلى أنه لو تأملنا ذلك الحديث لوجدنا أنه لم يُعبد غير الله بالصيام فعُبد غيره بالصلاة وغيرها، أما الصيام فلا، فالصوم خاصية لله تعالى، مضيفا أن جميع الكتب السماوية نزلت فى شهر رمضان فصحف إبراهيم نزلت فى أول ليلة من رمضان، والتوراة نزلت فى الليلة السابعة، والزبور فى الليلة الثالثة عشرة، والإنجيل فى الليلة الحادية والعشرين، والقرآن فى الليلة الخامسة والعشرين.
فى ملتقى الفكر الإسلامى..
النجار: الخلاف بين القادة العرب وراء اختلاف رؤية الهلال
الأحد، 15 أغسطس 2010 11:41 ص