مثقفون: رحيل "وطار" خسارة كبيرة للوطن العربى

السبت، 14 أغسطس 2010 09:03 ص
مثقفون: رحيل "وطار" خسارة كبيرة للوطن العربى الروائى الجزائرى الراحل الطاهر وطَّار
كتب هدى زكريا وبلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تمنع الأزمة الثقافية التى نشبت مؤخرًا بين مصر والجزائر وانتهت بمنع دور النشر المصرية من المشاركة فى المعرض الدولى للكتاب من أن يدلى عدد من المثقفين والأدباء المصريين بشهادتهم فى حق الروائى الجزائرى الراحل الطاهر وطَّار والذين وصفوا رحيله بأنه خسارة كبيرة للوطن العربى.

قال الروائى إبراهيم أصلان: أتمنى ألا تنعكس تداعيات الأزمة على علاقة المثقفين ببعضهم البعض فى كلا البلدين ومن العبث القول إن تلك الأزمة ستحول دون نعينا للكاتب الراحل الطاهر وطار الذى ربطتنى به علاقة إنسانية قديمة وقرأت معظم أعماله.

وأوضح أصلان أن وطار نجح فى أن يؤسس لمشروع ثقافى ضخم، وأشار إلى أول لقاء جمع بينهما عندما طلب وطار رؤيته فور مجيئه للقاهرة بمنزل الروائى صنع الله إبراهيم، ليلتقى به أصلان عن قرب ويتوقف أمام غزارة ثقافته ورجاحة عقله.

واتفق معه الروائى إبراهيم عبد المجيد قائلاً إن الطاهر وطار كان روائيًا كبيرًا، وواحد من أهم الكتاب الجزائريين الذين كتبوا باللغة العربية المباشرة فى الوقت الذى دأب فيه أبناء جيله وبلدته على الكتابة باللغة الفرنسية، وأكد عبد المجيد على أن العلاقة الثقافية بين مصر والجزائر قوية وراسخة ولن تؤثر فيها ادعاءات ناس "مراهقين".

وتحدث الروائى محمد المنسى قنديل عن وطار قائلاً "كان الراحل من عشاق اللغة العربية وحماتها وذلك على الرغم من أن جذوره كانت بربرية، وكان غزير الإنتاج يكتب كثيرًا أثناء تنقله وسفره داخل الجزائر وخارجها بالإضافة إلى أنه أول من اكتشف مزايا الكمبيوتر فى الوقت الذى حرصنا فيه على كتابة أعمالنا بالورقة والقلم كان يكتب هو على الكمبيوتر.

وعن جمعية الجاحظية التى أسسها وطار بالجزائر قال قنديل "ترعى جمعية الجاحظية التى أسسها الطاهر وطار العديد من المواهب الموسيقية والتمثيلية بالإضافة إلى أنها رسخت هدفهِ فى تقريب الجزائر من الدول العربية وإبراز دورها الأدبى الحقيقى.

وأشار قنديل إلى أن وطَّار انزعج كثيرًا فى الأيام الأخيرة من الفساد الذى أحل بسلطة بلاده السياسية لذلك قرر أن يتفرغ للأدب والإبداع ويترك النضال الوطنى الذى أُشتهر به طيلة حياته.

ويتحدث قنديل عن اللقاء الذى جمع بينه وبين الراحل عندما جاء إلى مصر بصحبة أسرته منذ عامين فيقول "كان شخصية هادئة، يجيد الحديث بالعربية والفرنسية معًا، وكان دائمًا ما يشجع الكتاب الشباب على الكتابة والإبداع وكانت لديه قدرة تنظيمية فائقة.

أما الروائى فؤاد قنديل فقال: تلقيت خبر رحيل الكاتب العربى الكبير الطاهر وطار ببالغ الأسف، وإن كنت قد تابعت حالته الصحية المتأخرة على مدى شهور طويلة، وكنت خلالها أضع يدى على قلبى خشية أن تغيب هذه الروح المناضلة والقلم المبدع والكاتب الروائى ذو الحس الإنسانى المميز والخيال المجنح والرؤية الفكرية الثاقبة، كان وطار أحد ألمع كتاب الرواية العربية، ومن أكثرهم وفاء لها فضلا عن قدرته الفريدة على خلق عوالم مدهشة، جذبت إليه القراء داخل الوطن العربى وخارجه، هل كل من قرأ أعمال الطاهر وأسره جمالها كان يعرف كم كان الرجل متواضعا وعفا وحكيما ونبيلا وودودا؟

وتساءل "قنديل": لمن أتقدم بالتعزية ؟ .. هل للوطن العربى كله أم للشعب الجزائرى الذى قدم للرواية كوكبة رائعة من الكتاب؟ ..هل أقدم التعزية لفن الرواية العربى والعالمى أم للمثقفين والكتاب فقط، أم أقدمها لنفسى.

لأنى شعرت منذ أكثر من ربع قرن أنه قرين روحى رغم لقائنا مرة واحدة وتبادلنا العديد من الاتصالات كان آخرها منذ عام تقريبا، رحمة الله عليك أيها المبدع الكبير والمثال الأصيل للمثقف الذى لن ينسى، بل مع الأيام ستدرك الحركة الثقافية العربية قيمته ، ودوره وإضافاته ومنظومته الأخلاقية .

ومن جنبه أكد الروائى والناقد سيد الوكيل على أن وطَّار لم يسع إلى الاهتمام بنظرة الغرب إلى الأدب مثل كثير من الأدباء ممن تناولوا بأقلام قضايا من شأنها لفت الانتباه إلى الأدب العربى.

وكان الكاتب الجزائرى الكبير الطاهر وطار قد فارق الحياة أمس الخميس عن عمر يناهز 74 سنة بعد رحلة كفاح ضد المرض قضاها بين بلده الجزائر وبين فرنسا.


موضوعات متعلقة :

وفاة الكاتب الجزائرى الكبير الطاهر وطار
الطاهر وطَّار.. مناضلٌ رحل وترك شعاره "لا إكراه فى الرأى"





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة