عيد فكرى يكتب: الحياة فى مصر أصبحت عنف × عنف

السبت، 14 أغسطس 2010 01:31 م
عيد فكرى يكتب: الحياة فى مصر أصبحت عنف × عنف  صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العنف هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية مما يتسبب فى إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية أو جسدية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية.. فالعنف هو استجابة سلوكية تتميز بصفة انفعالية شديدة قد تنطوى على انخفاض فى مستوى البصيرة والتفكير، والعنف هو محاولة للإيذاء البدنى الخطير، فكل المجتمعات البشرية تعرف العنف وتمارسه بأساليب مختلفة، فهناك مثلا عنف الرجال ضد النساء والكبار ضد الصغار.

والعنف نوعان: عنف دفاعى، ويقصد به المقاومة التى تصدر عن جماعة لصد ودحر احتلال تفرضه عليها جماعة أخرى، وعنف هجومى، ويقصد به مبادرة جماعة إلى الهجوم على جماعة أخرى لاحتلال أرضها أو سلب ممتلكاتها والسيطرة عليها كما حدث أخيرا فى محافظات الفيوم وبنى سويف وفى مناطق أخرى كثيرة من أرض المحروسة إثر نزاعات على أراضى وخلافه، مما أوقع ضحايا بين قتلى وجرحى، فهو من أشد أنواع العنف هو قتل الآخر وتحويله إلى جثة.

فأصبح العنف من الأشياء الخطيرة التى تهدد جودة حياتنا.. فالعنف يوجد فى كل مكان من حولنا فى العمل والمنزل والشارع حتى المدرسة، فكل إنسان بداخله طاقة مكبوتة يعبر عنها بصور مختلفة وإحدى هذه الصور هو العنف.. فإن المجتمع المصرى يعيش، خاصة فى تلك الأيام، أحداثا مرعبة من القسوة والتجرد من الإنسانية، فقد تبدلت أحوال المصريين بشكل درامى وتغيرت سلوكياتهم وبات حال الشارع المصرى مأساوى وخطير، وأصبحت أوضاع الناس ملتهبة ومشاعرهم محتقنة وهم فى حالة تحفز على الدوام وباستمرار وأصبح الناس يتصرفون بعصبية وغل وعنف على كل المستويات لا فرق بين كبير وصغير ولا غنى ولا فقير الكل محتقن ومتحفز للآخر.

فلعل تغير سلوك المواطن المصرى نابع من الظلم والقهر الذى يعانيه والذى يعد انعكاسا للفساد والقمع الذى شكل ضغطا أدى للانفجار وجعل الكراهية والحقد والغل وسائل للتعبير والتنفيس عن الكبت، فبعد أن صار الشعب المصرى يعيش فى ذل وفقر ومهانة وخسر آدميته وأهدرت كرامته، هل ننتظر أن تتسم تصرفاته بالرقى والتحضر والتدين!.. فحالة الاحتقان فى الشارع المصرى والتربص بالآخر ما هى إلا نوع من أنواع تفريغ الكبت.

فإذا كانت الحكومة نفسها أفسدت وبلطجت ونهبت وقمعت وتسلطت وكرست الفقر والجهل والبطالة وهمشت دور المواطن المصرى فماذا ننتظر من أفراد الشعب.. إذن العنف فى مصر ظاهرة شائكة، مرتبطة بحياة الناس ومصالحهم ومكتسباتهم، ورغم أن هذه الظاهرة ملازمة للبشرية منذ أمدِ بعيد إلا أن آثارها الاجتماعية تهدد حياة الأفراد واضطراب تنظيمات المجتمع وشل حركتة ونموه وتطوير الدولة، ناهيك عن المآسى التى تبدأ بالخسائر البشرية والمادية والفوضى الاجتماعية وتنتهى بالخراب والدمار.

فالعنف غير مقر فى جميع الأديان السماوية، وخاصة الدين الإسلامى الذى عرف بسماحته، وغير مقر فى المناهج الإنسانية التى عرفت بأطروحاتها المؤنسنة.. تلك دعوة لنبذ العنف ونعود كما كنا شعب طيب متسامح بشوش مبتسم، رغم كل ما نعانيه.. نتسامح ونحن على مشارف شهر كريم يدعو إلى التسامح والتكافل ويدعو إلى التضامن والمحبة بين سائر البشر. "وكل عام وأنتم بخير".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة