لأول مرة فى تاريخ يحيى الفخرانى يعرض له مسلسله الرمضانى خارج ماراثون مسلسلات التليفزيون المصرى، حيث يعرض مسلسله الجديد "شيخ العرب همام" على قناة الحياة 3 مرات يوميا، ويدور حول سيرة شيخ العرب همام مؤسس قبيلة هوارة الذى كان يمتلك جيشاً قوياً من 35 ألف فارس ويسيطر على أراضى الصعيد من المنيا إلى أسوان، وظهر شيخ العرب همام على مسرح الأحداث فى وقت كان الصعيد فى أمس الحاجة إلى رجل مثله، يقر الأمن، ويحمى الفلاحين من ظلم الإدارة العثمانية، ومتاعب الأعراب، فكان الجميع أمامه سواء يحكم بينهم بالحق والعدل، ويدير أمورهم بكفاءة فائقة.
ولأنه نشأ فى بيت واسع الثراء وفى أسرة كانت على صلة طيبة بالفلاحين فى الصعيد وهى أسرة الهمامية التى كانت تحمل طابع العداء للمماليك مثلها مثل باقى الفلاحين المصريين، استطاعت هذه الأسرة بما توفر لها من عصبية قوية، ومن مساندة فلاحى الصعيد لها أن تتبع سياسة العداء ضد السلطات الحاكمة فى صورة تمرد وامتناع عن تقديم الضرائب والأموال المقررة عليهم، وقد توفرت لدى الشيخ همام شخصية قوية استطاع من خلالها أن يحتفظ بزعامة الهوارة، وأن يتزعم الصعيد كله فى النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادى، وأن يسيطر على أراضيه.
ولكى يحمى همام نفوذه فى هذه المناطق كون جيشا يقدر عدد رجاله بخمسة وثلاثين ألف مقاتل، كما اهتم بالعلماء وقربهم إليه، وأوقف أوقافا كثيرة على المساجد وقام بإصلاح مسجد "سيدى عبد الرحيم القنائى" أشهر أولياء الصعيد، وقد اتسع نفوذه اتساعا كبيرا استطاع من خلاله تكوين علاقات قوية مع كبار الأمراء المماليك، وكبار الموظفين العثمانيين، كما استطاع أن يكسب ود القبائل العربية المقيمة بالصعيد مثل قبائل العليقات، والعبابدة، وقد وجدت السلطة المركزية فى القاهرة فى الشيخ همام منافسا عنيدا لها، لكنها استراحت من المتاعب الكثيرة التى كانت تأتيها من الصعيد، خاصة أن شيخ العرب همام قد وضع نظاما للحفاظ على الأمن والعناية بصيانة الترع والجسور، مما أدى إلى ازدهار الزراعة وتحقيق الرخاء والاطمئنان للأهالى، وجعل كبار أمراء المماليك يتنازلون له عن أراضيهم.
وبجانب ذلك كان شيخ العرب همام يتصف بحسن تقديره للأمور، وكانت إدارته للصعيد من أواخر الحركات الانفصالية التى قامت بها العصبيات القبلية فى مصر، ولما أدرك همام أن تغيير الأمور ليس فى صالحه وأن سيادة مصر ستكون بيد أمير آخر وهو "على بك الكبير" وأنه من الصعب الوقوف فى وجهه تحالف معه، وأمده بما يحتاج إليه للوقوف فى وجهه منافسيه حتى انتصر عليهم.