ألاء عزت عبد الحميد تكتب: حكمة الشافعى وعجز السفهاء

السبت، 14 أغسطس 2010 09:31 ص
ألاء عزت عبد الحميد تكتب: حكمة الشافعى وعجز السفهاء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الله تعالى (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) صدق الله العظيم .
إنها معان جميلة ساقها الله سبحانه وتعالى إلينا لتعلمنا أخلاق المؤمن الصالح والذى يترفع عن مخاطبة السفهاء من القوم وقد كان للشافعى كلام فى التعامل مع سفهاء القوم عندما قال
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه .. وإن خليته كمدا يموت
ومأجمل حكمة الشافعى! وهو القادر على الرد بما يقحم هؤلاء ويردهم عن سفاهتهم وسبابهم وكيف وهو الشاعر والكاتب والحكيم ولكنه أدرك مبتغاهم فعرف الطريق اليهم ويبدو أن الشافعى فقد اصطدم بهم ولكنه بقى على إبداعه ولم يهتز بما قال لأن الأصل فى الإيذاء هو تحطيم المبدعين لأن السفهاء هم أناس عجزوا عن تحقيق أنفسهم ورأوا من المبدع ما قد يشعل نار الحقد والحسد ولنتأمل مقولة الشافعى أيضا لما قال "إذا سبنى نذل تزايدت رفعة وما العيب إلا أن أكون مساببه"
و لو لم تكن نفسى على عزيزة لمكنتها من كل نذل تحاربه
و لو أننى أسعى لنفعى لوجدتنى كثير التوانى للذى أنا طالبه
ولكنى أسعى لأنفع صاحبى و عار على الشبعان إن جاع صاحبه

لنأخذ من الشافعى الحكمة فى التعامل معهم ، لأنك إن قمت بالرد عليهم فستحدثهم بلهجتهم حتى تتواصل معهم وبهذا ستنزل من مكانتك الرفيعة اليهم وهذا ما يريدونه لأنهم لن يستطيعوا الصعود اليك فى مقامك العالى؟
قد يظن البعض أن الصمت عن هؤلاء ما هو إلا ضعف أمامهم ، وقلة حيلة وعدم القدرة عن رد الاعتبار ولكننا سنستمع للشافعى وهو يشيد بالصمت ويعتبره أفضل الردود فقال:
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم .. إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف .. وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسْد تُخشى وهى صامته؟.. والكلب يـُخسَا لعمرى وهو نباح
وفى هذه الأيام نحتاج لمزيد من التعاملات التى ترقى بنا فلنراجع أنفسنا ولنفتش داخلها ونتذكر قول الله " وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" صدق الله العظيم.
وإذا ما سامح المرء من أساء إليه ومضى فى طريقه غير عابث بهؤلاء فإنه سيريح نفسه من مخاطبتهم ولربما كانوا سببا فى إبداعه لأن التحدى يولد الإبداع.
لما عفوت ولم أحقد على أحد .. أرحت نفسى من هم العداوات
إنى أحيى عدوى عند رؤيته .. لأدفع الشر عـــنى بالتحيـات
وأُظهر البـِشر للإنسان أبْغضه .. كما أن قد حشى قلبى محـبات
ولست أسلم من خل يخالطنى .. فكيف أسلم من أهل العـداوات
الناس داءٌ ودواءُ الناس قربهم .. وفى اعتزالهم قـطع المودات






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة