يسأل على خيرى: أبلغ من العمر 40 عاما، وأعانى من قصور فى الشريان التاجى وقد تم علاجى بالعناية المركزة منذ عام نتيجة إصابتى بجلطة فى الشريان التاجى الخلفى، وقد أجريت لى حينئذ قسطرة للشرايين التاجية وتم تركيب دعامة ذكية من المقاس الطويل حيث بلغ طولها 33 مم، وحيث إنى أعانى من مرض السكر من النوع الثانى غير المعتمد على الأنسولين فكانت الدعامة الذكية هى الاختيار الأمثل وما زلت أتناول الأدوية المضادة للصفائح الدموية لمنع حدوث جلطة داخل الدعامة وأدوية لتقليل الكولسترول ولخفض ضغط الدم وهذه هى المرة الأولى التى أشهد فيها شهر الصيام بعد إصابتى بالقلب، فهل الصيام يزيد من نسبة جلطات القلب، أم أن حالتى الصحية تمكننى منه بدون خطورة على قلبى، وما الاحتياطات الواجب مراعاتها للاستفادة الصحية من الصيام؟
يجيب الدكتور جمال شعبان استشارى أمراض القلب قائلا: بداية الصيام لا يؤدى إلى زيادة نسبة جلطات الشريان التاجية بل على النقيض فإن للصيام فوائد مؤكدة بالنسبة للقلب والأوعية الدموية فهو مناسبة للتقليل من عوامل الخطورة ومسببات تصلب الشرايين، ولكن كى نحافظ على القلب والأوعية الدموية فى رمضان لابد من الإقلال من التدخين وهى فرصة مهمة للراغبين فى الإقلاع عن التدخين نهائيا، والذى يؤثر تأثيرا سلبيا ومؤكداً على الشرايين مما يؤدى إلى حدوث الذبحة الصدرية وجلطات القلب.
كذلك فإن الصيام فرصة لإنقاص الوزن حيث أثبتت جميع الدراسات العالمية والعربية دور السمنة ـ خاصة فى منطقة البطن ـ فى إحداث عملية مقاومة الجسم للأنسولين وخلل بطانة الأوعية الدموية حيث يفرز النسيج الدهنى الموجود حول البطن وداخل التجويف البطنى مواداً هرمونية ضارة مثل TNFوالتى تعتبر إحدى مسببات الالتهاب الذى يؤدى إلى تصلب الشرايين كما أنها تؤثر بشكل مباشر وسلبى على كل الأوعية الدموية، ولكى لا تفرز هذه المواد نتيجة للسمنة فى منطقة البطن، يجب أن يلتزم الصائم بعدم الإكثار من تناول الأطعمة الضارة وإنقاص وزنه وعدم الاعتماد على النظام الغربى فى الغذاء المعتمد على الدهون المرتفعة والسعرات العالية التى تلعب دوراً أساسياً فى إحداث تصلب الشرايين والسمنة وارتفاع فى نسبة السكر بالدم، أو ما اصطلح على تسميته حاليا المتلازمة الميتابوليزمية( الأيضية)، حيث يؤدى هذا النمط الغذائى إلى حدوث خلل فى بطانة الأوعية الدموية ومقاومة الجسم للأنسولين وتصلب الشرايين وارتفاع نسبة السكر فى الدم.
تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على health@youm7.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة