ساد الاعتقاد لدى الأغلبية بأن التلميذ الضعيف دراسيا وكنا نطلق عليه ( البليد) هو الذى يستبعد من الدراسة ويعمل صبى ميكانيكى أو ترزى أو حلوانى ورسخ فى الأذهان لدى هؤلاء الأطفال الذين تحولوا من الدراسة إلى تعلم صنعة أن هذا التحول هو عقاب من المجتمع عليه وبالتالى فإن هذا الصبى لايمكن أن يتعلم الحرفة عن حب بل سيظل ناقما على المجتمع وقد زاد الطين بلة ؛ تلك القسوة التى يستعملها الأسطوات مع الصبية الذين أتوا ليتعلموا لديه . إنها منظومة غبية جدا أفرزت طبقة تعانى من مشكلات نفسية والأغرب من ذلك أن الاعتقاد السائد لدى الأغلبية أن التحاق طالب الإعدادى بالمدارس الصناعية هو أيضا دليل فشل وذريعة للانحراف . وإذا كان هذا هو حال طائفة الحرفيين فى مصر فهل ننتظر خيرا وتقدما ؟ . ورغم تبدل الحال ونزول أطباء ومهندسين ومحاسبين وغيرهم من خريجى الجامعات للانخراط فى الحرف المختلفة إلا أن المجتمع مازال يعانى من رؤية الحرفى على أنه فى مستوى اجتماعى متدن. إننى أطالب وسائل الإعلام أن تتبنى حملة للرؤية الحقيقية لقيمة أصحاب الحرف ومكانتهم ودورهم فى إدارة عجلة الحياة داخل المجتمع . فأى شخص يمتهن ويحترف مهنة معينة هو الأستاذ فى مهنته ونحن ننصاع لتوجيهاته . أغلبنا على الأقل يتعرض لطارئ الاحتياج إلى سباك أو ميكانيكى أو كهربائى ولايملك أن يعالج المشكلة ومن ثم فإنه لاشك يرى هذا الحرفى كمنقذ وكأستاذ يجب اللجوء إليه . إن المجتمع فى حاجة إلى تغيير المفاهيم البالية السائدة فى أمور عديدة والأعراف التى تحتاج إلى تغيير .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة