نعى الناقد الدكتور جابر عصفور الروائى الجزائرى الراحل الطاهر وطار، متذكرا فى حديثه لليوم السابع اللحظات التى جمعت بينهما، والأعمال التى قرأها لوطار وكتب عنها.
قال عصفور إنه كان من أهم الروائيين العرب الذين عرفهم فى مطلع السبعينيات، وقرأ له أعمال بالغة الأهمية مثل رواية "الزلزال"، "اللاز"، "الحوات والقصر"، و"تجربة فى العشق"، وغيرها من الأعمال الأدبية التى امتلأ بها الأرشيف الإبداعى للراحل.
وأضاف عصفور أن كل هذه الأعمال جعلته صاحب مكانة عظيمة بين الروائيين الجزائريين فكان بمثابة أول روائى جزائرى عربى يكتب باللغة العربية مباشرة بعد أن اقتصرت كتابة أبناء جيله وبلدته على اللغة الفرنسية، ويرجع عصفور السبب فى ذلك للفترة الدراسية التى قضاها وطار بجامعة الزيتونة فى تونس التى جعلته يتقمص شخصية الشيوخ الرجعيين إلى أبعد حد ويكون فى صدارة حماة اللغة العربية والمحافظين عليها.
ولم ينس عصفور الضجة التى أثارها وطار عندما أرسل خطابا لوزير الثقافة، فاروق حسنى، يشكك فى نوايا مؤتمر "نحو خطاب ثقافى عربى جديد" والذى كان يشرف عليه عصفور وقتها، ورغم ذلك لم يعترض أحد على وجهة نظره وتركوا له مطلق الحرية فى التعبير عنها ولم يؤثر هذا على علاقته به.
ووصف عصفور الأزمة الثقافية التى نشبت بين البلدين مؤخرا وانتهت بمنع مصر من المشاركة فى معرض الجزائر الدولى للكتاب، بـ"المفتعلة"، وتسبب فيها بعض الحمقى وضيقى الأفق فى البلدين، مؤكدا على عراقة وقوة العلاقة السياسية والثقافية والاقتصادية بين مصر والجزائر ولا يمكن لمثل تلك الشائعات أن تؤثر عليها مضيفا أن له العديد من الأصدقاء الجزائريين الذين لا يستطيع أحد أن يقلل من قيمتهم عنده.
واختتم عصفور كلامه قائلا: الطاهر وطار شخصية عربية كبيرة وأى عربى لا يعترف بهذا يصبح لديه أزمة ثقافية لا حدود لها.
كان الكاتب الجزائرى الكبير الطاهر وطار فارق الحياة أمس، الخميس، عن عمر يناهز 74 سنة بعد رحلة كفاح ضد المرض قضاها بين بلده الجزائر وبين فرنسا.
موضوعات متعلقة:
وفاة الكاتب الجزائرى الكبير الطاهر وطار
الطاهر وطَّار.. مناضلٌ رحل وترك شعاره "لا إكراه فى الرأى"