قال الكاتب الشاب محب سمير، مؤلف كتاب "مرة واحد مسلم وواحد مسيحى" والصادر عن دار صفصافة: "إن الهجوم على الروائى د.يوسف زيدان بسبب روايته عزازيل لم يكن موضوعيًا، ودليل على تفشى التدين الظاهرى فى المجتمع المصرى".
وأضاف سمير "من حسن حظى أننى مسيحى، فلا يمكن لمسلم أن يكتب عن المسيحيين والمسلمين بشكل ساخر مثلما فعلت، وذلك لأننى أعرف المسيحيين جيدًا فأنا واحد منهم، وأمور المسلمين لا يجهلها أحد على الإطلاق".
◄◄ برأيك هل ترى أن السخرية تصلح كأسلوب لتناول قضية المسلمين والمسيحيين؟
-إذا نظرنا لكل ما كتب عن المسيحيين والمسلمين حتى الآن فلن نجد كتابًا واحدًا تناول المسيحيين والمسلمين "بسخرية"، برغم ما كتب من دراسات ومقالات كثيرة لا حصر لها، وبرأيى فعلينا أن نسخر من أنفسنا، وأحيانًا تكون السخرية طريقًا أو أداة للعلاج، فأصبح لدينا نكت عن المسيحيين والمسلمين لا حصر لها، ولأن المصريين يعيشون دائمًا فى أزمات أصبحنا "شعب ابن نكتة"، وما وجدته أن الكتب الساخرة التى تصدر فى أيامنا هذه على كثرتها لم تتناول القضية بشكل واقعى من خلال الشارع المصرى، جميعها تضيف اسم مصر فى العنوان، ولا يوجد كتاب واحد عن المسلمين والمسيحيين.
◄◄ وهل ترى أن ما كتب عن المسيحيين والمسلمين رغم كثرته يتناول القضية بشكل صحيح؟
-إن ما كتب عن المسلمين والمسيحيين موجّه لفئة معينة، وذو نظرة أحادية الرؤية وتتبنى الرؤية الحكومية لحل القضية، ولا تنظر إلى الشارع المصرى، فمثلاً تجد دراسة عن دور الأقباط فى النضال الوطنى، وهذا فى حد ذاته "تصنيف" لشريحة فى المجتمع لا ينبغى أن تُصنف من الأساس فكلنا مصريون، أو كمن يقول دور الأقباط فى مواجهة الإرهاب، فالإرهاب يرفضه أى إنسان مهما كانت ديانته مسلمًا أو هندوسيًا أو مسيحيًا، أو من يقول دور "الصعايدة" فى النضال الوطنى، بالتأكيد لا يصح هذا، ولذا فكان كتابى تعبيرا عما يدور فى الشارع المصرى، وفى الحقيقة فإن ما يحدث بين المسلمين والمسيحيين حاليًا "مسخرة" لا توصف كاثنين "خرس" لا تفهم منهما أى شىء.
◄◄ وفى رأيك ما أشكال الــ"مسخرة" على حد وصفك بين المسلمين والمسيحيين؟
-التدين الظاهرى الذى بدا متفشيًا فى المجتمع كله بشكل غريب، سواء بين المسلمين والمسيحيين أيضًا، وانظر مثلاً إلى ما حدث مع د.يوسف زيدان، فلو كان يوسف زيدان مسيحيًا ما كان ليصل الاعتراض والهجوم عليه إلى هذا الحد، فأبسط الحلول سيقال بأنه شخص خارج على الكنيسة، ولكنه دخل "عِشِّ الدبابير بنفسه"، وإذا نظرت لتعليقات القراء على الموقع الإلكترونى لجريدة اليوم السابع ستتأكد بأن الهجوم على يوسف زيدان لم يكن موضوعيًا بالمرة، فهو باحث مسلم يُقلِّب فى التَّاريخ المسيحى، ويطبقون عليه مبدأ "خليك فى حالك"، ولهذا فلا يوجد مسيحى يقبل بوجهة النظر ويؤمن بالنقد الموضوعى، ولكنه ترديد لما يقول القسيس فى الكنسية دون قراءة لـ"عزازيل"، وبالمثل ما حدث مع "ألف ليلة وليلة"، القضية برمتها أننا أصبحنا نردد "وأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، وذلك من خلال ترديد ما يقوله المشايخ فى الفضائيات والقساوسة فى الكنائس، والتأكيد على أنهم أكثر معرفة منَّا برغم أن الغالبية منهم لا تقرأ وتصدر أحكامها والشعب يردد فقط.
◄◄ هل قصدت أن تقدم حلولا للمشكلة القائمة بين المسلمين والمسيحيين؟
-لم أهدف من كتابى أن أقدم حلاً بقدر ما أهدف لرصد الشارع المصرى، فمن حسن حظى أننى مسيحى، فلا يمكن لمسلم أن يكتب عن المسيحيين والمسلمين بشكل ساخر مثلما فعلت، وذلك لأننى أعرف المسيحيين جيدًا فأنا واحد منهم، وأمور المسلمين لا يجهلها أحد على الإطلاق.
◄◄ قدمت كتابك الأول فى صورة "سيناريو ساخر" فهل لديك سيناريوهات لم تنشرها من قبل؟
-كتبت أكثر من سيناريو من قبل، ولم أفكر فى النشر أو عرضها جهات سينمائية، وكتابى كان فكرة جاءتنى وكتبتها كما هى.
◄◄ هل واجهت أية صعوبات فى نشر الكتاب أو آراء أشارت عليك بعدم نشره؟
-فى الحقيقة لا، قدمت الكتاب لدار النشر ولم تعترض عليه نهائيًا، ولم أقم بعرض كتابى على أحد، بمجرد الانتهاء منه قدمته لدار النشر والتى رحبت بنشره.