اتسعت شعبية حزب الوفد فى الأونة الأخيرة مرة أخرى بعد أن كانت قد تراجعت بعض الشىء أو بمعنى أصح مرت بمرحلة من الفتور السياسى والحزبى وشعر الجميع بأن الوفديين قادمون مرة أخرى وأن العصر الذهبى للحزب سوف يعود، خاصة بعد تولى الدكتور السيد البدوى رئاسة الحزب مرورا بانتخابات حرة نزيهة أقيمت داخل حزب الوفد وكانت مثالا للشفافية والاحترام والوعى والنضج السياسى مما كان سببا مباشراً فى انضمام العديد من الشخصيات العامة المعروفة للحزب فى الفترة الماضية، فضلاً عن إقبال العديد من أفراد المجتمع المصرى للانضمام لحزب الوفد إيماناً منهم بأن الحزب فعلياً قد مر بطفرة ملحوظة فى هذه الأيام أو لاقتناع البعض منهم بأن الوفد حزب عريق له تاريخ طويل مفعم بالنضال الوطنى مليئ بالرجال الذين يعرفون معنى المعارضة المسئولة، بالإضافة إلى إيمان الكثير بمبادئ الحزب ومواقفة الشجاعة ضد الإرهاب والتدخل الأجنبى فى شئون مصر على مر العصور وهذا ما لا ينكره أحد وكذلك لوجود برنامج متكامل للحزب.
ومن ناحية أخرى، فالبعض قد انضم لحزب الوفد رغبة فى الانضمام لحزب معارض رافضين سياسة الوطنى وغيرة من الأحزاب الجديدة، فكان التفكير أن حزب الوفد هو الأنسب على اعتبار أنه حزب متزن سياسياً ولا يشوب أفكارة ولا برامجة أى نوع من الإفراط السياسى ولا الدينى ولا الفكرى، فكان الحزب بمثابة طوق النجاة لرافضى الوطنى، كما أن الانضمام اليه لا يمثل خطورة على الأعضاء مثل بعض الجماعات المحظورة وحتى لا يكونو عرضة للمطاردة أو حظر النشاط، فكان الوفد بكل المقاييس هو الحزب الذى أجمع عليه الكثيرون.
وبعد أن قرر الدكتور السيد البدوى دخول الوفد للانتخابات وعدم المقاطعة زاد المؤيدون فالكثير يرفض مبدأ المقاطعة ويرى أهمية المشاركة حتى لا تقدم على طبق من فضة للحزب الوطنى.
ثم فاجأنا الدكتور السيد البدوى فى حديث له مع الكاتب والإعلامى الرائع الدكتور يسرى فودة فى برنامج آخر كلام على قناة أون تى فى بتصريح فى غاية الغرابة عندما قال لو أصبحت رئيسا لمصر فسوف أعلن عن موت معاهدة السلام فقد آن الأوان لإسرائيل أن تعرف حجمها ونحن قادرون على هزيمتها مثلما حدث فى 1973.
وشعرت وقتها أن تصريح الدكتور السيد البدوى لم يكن إلا طلقة رصاص، وسألت نفسى هل فكر الدكتور السيد البدوى ملياً قبل النطق بهذا التصريح هل أعطاه القدر الكافى من الدراسة؟
وعلى الرغم من أن تصريحه هذا قد لاقى رغبة قوية لدى العديد من الناس الذين تمنوا أن تدفن هذه الاتفاقية تحت رمال سيناء، مبررين موقفهم بأن إسرائيل طرف لا يحترم الاتفاقيات وأن هذه المعاهدة لم يعد منها إلا حبراً على ورق ولا تلتزم إسرائيل بأى حرف فيها، خاصة بعد الاعتداء الإسرائيلى على أسطول الحريات مروراً بتعنت إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى وجنوب لبنان إلى آخره من أفعال إسرائيل التى لا تحصى ولا تعد.
إلا أن هذا التصريح فى الوقت نفسه قد أثار الرعب فى قلوب الكثير من العقلاء الذين أطلقو لخيالهم العنان لتصور ما قد يترتب على قرار مثل هذا لو دخل حيز التنفيذ من حروب ودمار وخراب، معللين رفضهم لهذا التصريح بأنه إذا كنا فى حالة سلم مع إسرائيل ومع هذا، فنحن نمر بالعديد من المشكلات فى الأسعار والتوظيف والتعليم والبنية الأساسية والموارد الغذائية وأزمات الخبز والغاز إلى آخره من نقص متطلبات الحياة، فما بالك لو دخلنا فى حرب مع إسرائيل، فماذا سيكون المصير؟
والسؤال هنا على من أطلق الدكتور السيد البدوى هذه الرصاصة؟ على إسرائيل؟
أم على شعبية حزب الوفد؟
أم على مستقبله السياسى كرئيس لحزب محترم؟
أم على رغبة العديد ممن كانو يفكرون فى الانضمام للحزب وتراجعو بسبب تصريح لا أعلم إن كان مدروساً أم لحظة انفعال من سياسى كبير محنك؟
السيد البدوى رئيس حزب الوفد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة