هى لا تأخذ بيدى نحو شىء لافت
لأنكم لستم مهيأين لفعل شىء يخصنى
غير مهيأين للضحك المريب
أو البكاء حد السخرية
هى الوحيدة القادرة
على انتشال طلائها
من أظافرى
وانتشال معطفها من روحى
مللت نبيذها
وسهراتها الزرقاء
كناب يستلب العذوبة
ويقتنص الأناشيد من عودى
إنا بينها كل ليلة وحيد
تمارس أفعالا فاضحة معى
كأن تطلق أعيرة فى فراشى
أو تتمعن فى شرايينى
لتلعن الشوارع التى أضمها
والذكريات التى احتويها
ثم تترك لى فوق الوسادة
قبرا بحجم كفيها
وكهلا فى مقتبل العمر
لا يستطيع أن يقاوم غوايتها
لا يستطيع أن يخدعها
لا يستطيع أن يرجمها بقبلة
كلما سكبت فوقى وقودا
ليست مهمة أحد غيرى
أن يتلصص على خطواتها
أن يتسمع فحيحها
أن يتهمها مباشرة بالتسلق
بالرغبة المتوحشة
فى إظهار الكون
بريئا من الشعر
والخوف والخجل والحب والموسيقى
بريئا من كل هده الجرائم
التى ارتكبها
دون شعور بالمسئولية
دون إحساس حقيقى
بخطورة الموقف المادى
الذى يفجر المشاعر فى صورة
قطار يسير نحو مدينة صاخبة
تعانى النوبات القلبية
وتسك عملتها بعد ما يترك الباعة متاجرهم
يقدمونها هبات بديلا عن الضرائب الباهظة
مللت ضحكتها المريبة
ومللت هضابها التى تقتلع الأناناس
وتجرف تربتها لتصنع معتقلا
أو مقابر جماعية
يحتمى بها العاطلون عن العمل
ومدمنو التظاهرات السلمية
والأعضاء الدائمون
فى منظمات حقوق الإنسان
مللت بياضها القاتم
كمتجولة لا تملك شهادات صحية
تبيع الرذاذ المدنس
والأسماك الملوثة
والنكات السخيفة
مللت انحلالها اليومى
وجسدها المحشو بالسيلكون
لم تعد طبيعية أو بريئة
لم تعد تداعب أطفالها فى الظهيرة
أو تجهز لهم الحليب فى المساء
لم يعد يعنيها غير هؤلاء
الذين يتسلقون وجوهنا
ويفكرون فى طرق مشروعة
ومقنعة لتهجيرنا جميعا
إلى مستشفيات الأورام
إلى مدرجات الملاعب
تشجيعا للفريق الوحيد
والمدرب الوحيد
واللاعب الوحيد
بتعصب واضح
وتشجيع واضح
بعد كل هدف مصنوع
من تسلل واضح
أو عرقلة واضحة
لكن المرابين
الذين نسميهم _ مجازا _ حكاما
يستطيعون انتهاز الفرصة
كلما كانت الغيبوبة واضحة
مللت ضحكتها المريبة
فهل ستظل الأزقة
بحاجة إلى قطعة سكر؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة