محمد حمدى

العراق الباحث عن الأمن

الخميس، 12 أغسطس 2010 12:26 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسب التصريحات الأمريكية الرسمية ستنسحب القوات الأمريكية من العراق العام القادم، بينما سيبقى بعض الضباط الأمريكيين فى بغداد لتدريب قوات الجيش والشرطة العراقية فقط، وحسب الأمريكيين فإن القوات العراقية قادرة الآن على حفظ الأمن فى البلاد.

لكن العراقيين على ما يبدو لهم رأى آخر، فحسب آخر التصريحات الرسمية الصادرة من بغداد وعلى لسان رئيس الأركان العراقى، تحتاج القوات العراقية إلى عشر سنوات أخرى حتى تكون قادرة على حفظ الأمن فى البلاد.

الأمن فى العراق معضلة ومشكلة كبيرة جدا، بدأت حين قرر بول بريمر الحاكم الأمريكى للعراق حل الجيش والشرطة العراقيين باعتبارهما تابعين لحزب البعث والنظام العراقى السابق.

وكان بريمر يأمل فى تكوين جيش جديد من القوات والأحزاب والمليشيات والمعارضة العراقية التى تحالفت مع أمريكا وأسقطت النظام الحاكم فى العراق.. لكن هذا الأمل سرعان ما تبدد وتحول إلى وهم، لأن معظم أفراد الجيش والشرطة العراقية السابقة تحولوا إلى صفوف المقاومة، معظمهم ليس على اقتناع، بقدر ما كان السبب هو لقمة العيش.. فحين تطرد جنودا محترفين إلى الشوارع، وتقطع عنهم أرزاقهم.. سيتحولون إلى متمردين.

ولم تقف مشاكل العراق الأمنية عند جنوده السابقين، وإنما امتدت إلى وجود مليشيات مسلحة تابعة للأحزاب والقوى السياسية الجديدة تعتقد أنها فوق القانون، وتمارس عمليات القتل والتعذيب والتنكيل ضد مخالفيها.. بينما تحول العراق أيضا إلى ساحة تنشط فيها أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، إضافة إلى قوات الحرس الثورى الإيرانى التى يسميها العراقيون الميلشيات السوداء.. لأنها تمارس القتل والتعذيب والتنكيل ضد كل معارضى الوجود الإيرانى فى العراق.

وسواء رحلت القوات الأمريكية أم بقت، وسواء تولى الجيش العراقى مسئولية الأمن فى البلاد، أو تركها لميليشات حزبية وقبائلية ومذهبية وعرقية، فإن الأمن فى العراق يبدو أمنية غالية يتمناها العراقيون، لكنها صعبة المنال فى ظل سيادة الانتماء للدين والطائفة والمنطقة على الوطن الذى يعيش أسوأ أيامه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة