أزاح محمد رأسه إلى الخلف، أسندها على ظهر كرسيه الهزاز الخشبى أمام المدفأة.
أخذ الكتاب بإحدى يديه مقلبا صفحاته بالأخرى.
امتلأت عيناه بتلك الكلمات المتشعبة، تداخلت فى رأسه أفكار شتى
ربااااه .. تُرى كيف لتلك الحروف الضئيلة الحجم أن تتكاثف فتخلق كل تلك المعانى؟؟!!
ولمَ هى متشابكة هكذا؟؟ أهى حقا متشابكة أم هى عينى التى اختلط عليها أمر تلك الحروف؟؟!!
عاد محمد يخط بقلمه علامة تعجب كبيرة أمام تلك العباره "نعم سوف أفعلها".
رأى برق السماء يضرب بوميضه النافذة، حملته ذرات الهواء البارد من بين فتحاتها إلى عينيه.
هذا هو شهر أكتوبر العظيم، تذكر ما قد دونه بأجندته الخاصة فى ذلك الشهر.
داعبت جفونه دمعات نازعها بالكتمان حتى غلبته فتناثرت على وجنتيه كعقد اللؤلؤ المفروط.
تنهد بعمق ثم نظر إلى كتابه مرة أخرى، وقد تلاشى تشابك الكلمات، ظهرت الحروف بتفاصيلها أمام عينيه.
تحرك بجرأة، استقام للحظات ثم هوى على الأرض.
نزعات الهواء المتلاحقة لم تثنيه إلى أن يصل بيده إلى كرسيه المتحرك.
