محمد حمدى

لماذا يخشى الوطنى القائمة؟!

الأربعاء، 11 أغسطس 2010 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خطوة مهمة نرجو أن تكتمل، قررت أحزاب الائتلاف الرباعى "الوفد والتجمع والناصرى والجبهة" إطلاق حملة سياسية موسعة لتعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية، لتغيير النظام الانتخابى المعمول به حالياً من الانتخابات الفردية، إلى نظام القوائم النسبية غير المشروطة.

وميزة النظام الانتخابى المقترح أنه لا يهدر أصوات الناخبين، بينما النظام الفردى يؤدى إلى أغلبية غير حقيقية، ولو طبقنا هذا النظام على انتخابات مجلس الشعب الأخيرة 2005، والتى حصل فيها الحزب الوطنى الحاكم على 23% من أصوات الناخبين، فإن عدد نوابه ما كان ليزيد عن 110 نواب، بينما حصد أغلبية تفوق الثلثين وتقترب من 340 نائباً بفضل النظام الفردى وانضمام المستقلين له.

ويثور جدل كبير حول الانتخابات الفردية فى أماكن شتى فى أنحاء العالم، خاصة إنجلترا التى تجرى فيها الانتخابات بالنظام الفردى، ويفوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات، وقد اشترط حزب الديمقراطيين الأحرار تعديل هذا النظام الانتخابى قبل انضمامه إلى حكومة ائتلافية مع المحافظين.

وعيب النظام الفردى فى مصر أن الفائز يحصل على 50% من عدد الأصوات زائد صوت واحد، مما يعنى أن 49% الذين لم يمنحوه أصواتهم قد أهدرت رغباتهم وتوجهاتهم وأصواتهم.

فى القائمة النسبية غير المشروطة، تحصل كل قائمة على عدد من المقاعد يناسب ما حصلت عليه من أصوات، سواء كان ذلك عبر قائمة واحدة على مستوى البلد كما يحدث فى إسرائيل، أو عبر تقسيم الدولة إلى عدة دوائر كما يحدث فى لبنان.

وفى مصر يمكن الوصول إلى نظام القوائم النسبية البسيطة، أى قائمة لكل محافظة، أو تقسيم المحافظة الواحدة إلى دائرتين أو ثلاثة، وهو ما يسمح بأن يمثل نواب الشعب كل المناطق تقريبا، ويعبرون فى نفس الوقت عن التوجهات السياسية والحزبية فى كل منطقة.

والغريب أن قادة الحزب الوطنى الحاكم هم أكثر الناس حديثا عن ضرورة إصلاح الحياة السياسية، ودعم الأحزاب القائمة، لمنع وصول تيارات غير شرعية لمقاعد البرلمان، لكنهم يحاربون بقوة القائمة النسبية، ويفضلون الانتخابات الفردية، ربما لأنها تمنحهم أكثر من قوتهم الحقيقية فى الشارع، وربما لأنها تسمح لهم أيضا باختيار تشكيلة المعارضة فى أى برلمان.

وما لم يتم إصلاح النظام الانتخابى، وما لم تصر أحزاب المعارضة على تغيير نظام الانتخابات الفردية فى مصر، فسيظل مجلس الشعب على حاله.. لا يعبر عن الشعب.. ولا يمثل الناس.. ولا ينحاز لمطالبهم وهمومهم ومشاكلهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة