فى العام الدراسى 2008/2009م حصل ابنى عمرو على شهادة الثانوية العامة من المملكة العربية السعودية، وكان طوال هذا العام والأعوام السابقة له يمنى نفسه بعودته إلى مصر، مصر الحبيبة، مصر التى فى خاطره وفى دمه، واجتهد كثيراً وحصل على الدرجات النهائية فى الثانوية العامة المرحلة الأولى "الصف الثانى الثانوى" واستعد وبقوة الشباب للمرحلة الثانية "الصف الثالث الثانوى"، وبدأت الدراسة ومع قرابة انتصاف العام جاءت الطامة، وكانت الصدمة له ولجميع المقيدين فى الثانوية العامة بالمملكة العربية السعودية، قرار من المجلس الأعلى للجامعات بمصر رقم (497) فى 01/12/2008م والذى يقضى بعدم قبول الطلبة والطالبات الحاصلين على شهادة الثانوية العامة من المملكة العربية السعودية مالم يتجاوزوا اختبار القدرات العامة الذى يعقده المركز الوطنى للقياس بالمملكة العربية السعودية.
ولما كان هذا القرار جائراً ويشوبه الكثير من العيوب أولها وأهمها أنه جاء مخالفاً للأصل فى نفاذ القرارات الإدارية – تنظيمية أو فردية – أن يقترن بتاريخ صدورها بحيث تسرى بأثر فورى ومباشر ولا تسرى بأثر رجعى حيث أن القرار صدر بتاريخ 01/12/2008م أى بعد حصول أبناءنا وبناتنا على المرحلة الأولى من الثانوية العامة وبعد أكثر من شهرين من المرحلة الثانية من الثانوية العامة السعودية، هذا إلى جانب أن هذا القرار يخالف الدستور بعدم مساواته بين أبناء الوطن.
وبعد محاولات عدة، ومخاطبات عديدة – مباشرة وغير مباشرة – مع معالى وزير التعليم العالى الدكتور هانى هلال لم نفلح فى إرجاء هذا القرار أو تصحيحه وبعدها قررت ومن معى من أولياء الأمور رفع دعوى قضائية أمام القضاء المختص، وحمداً لله أن أنصفنا القضاء وهذا ليس بغريب فقضاءنا عادل، وتوالت الأحداث عقب هذا الحكم فى أحقيتنا بدخول الجامعة المصرية بدون القدرات حيث جاء الحكم نصاً "إلغاء قرار المجلس الأعلى للجامعات رقم (497) مع ما يترتب على ذلك من أثار"، ثم قام الوزير برفع استشكال ورفض وبات الحكم واجب النفاذ حيث أخذ الصبغة النهائية وذلك فى الجلسة التى عقدت بتاريخ 06/07/2010م، ومنذ ذلك التاريخ ونحن نسابق الزمن لكى ينفذ معالى الوزير حكم المحكمة الإدارية العليا حتى لا يضيع على أبناءنا وبناتنا عام دراسى آخر، فالتنسيق على وشك الانتهاء والعام الدراسى الجديد سيبدأ.
محاولات ومداولات، صولات وجولات، مخاطبات ومقالات، كل هذا يتابعه إبنى عمرو وهو مستغرب الواقع الذى أعيشه، مستغرب الأحداث التى تمر أمامه، فكان منه عدة أسئلة وجهها لى لم أجد لها إجابة وها أنا أجيرها لكم لعلكم جميعاً تجدوا لها إجابة تفيدوننى بها حتى لا أكون جاهلاً أمام ابنى، وكانت أول الأسئلة وأهمها.. ما هى المواطنة؟ أليس كلنا أمام القانون سواء؟ وتحت مظلة الدستور مواطنون؟ هل هناك فرق بين وزير وخفير؟ بين مالك وأجير أمام أحكام القضاء؟
أسئلة كثيرة وجميعها لم أجد لها إجابة حتى وإن كان بداخلى الإجابة ولكننى أخشى أن أقول له كلمة "نعم" على السؤال الأول وكلمة "لا" على باقى الأسئلة فأجده لا يصدقنى لأنه لا شىء من هذا يراه على أرض الواقع من خلال تجربته الأولى فى معترك الحياة.
عماد أبو طالب يكتب: سؤال برىء من شاب جرىء.. ما هى المواطنة؟
الأربعاء، 11 أغسطس 2010 08:21 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة